الإثنين 31 مارس 2025

تحقيقات

الدفعة السادسة من اتفاق غزة.. المقاومة ترفض التهجير وإسرائيل تجبر الأسرى على ارتداء سترات بعبارات تهديد

  • 15-2-2025 | 18:57

تسليم الأسرى اليوم

طباعة
  • محمود غانم

شهد قطاع غزة، اليوم السبت، إتمام الدفعة السادسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، وبينما بدت حالة الأسرى الإسرائيليين جيدة بشهادة من الولايات المتحدة الأمريكية، ظهر نظراؤهم الفلسطينيون مرتدين سترات مرسوم عليها نجمة داوود وعبارات تهديد.

 

إتمام الدفعة السادسة

أفرجت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم السبت، عن ثلاثة أسرى إسرائيليين، وذلك ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث سلمتهم للجنة الدولية للصليب الأحمر.

وضمن مراسيم الإفراج عنهم، أعطت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أحدهم ساعة رملية كُتب عليها "الوقت ينفد"، لتسليمها إلى الحكومة الإسرائيلية، فيما سلمت الثلاثة صورًا لخارطة فلسطين التاريخية. 

من جانبهم، دعا الأسرى الإسرائيليون الثلاثة، خلال حديثهم قبيل تسليمهم للصليب الأحمر، جميع القادة من إسرائيل وحماس، إلى العمل على إتمام اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة جميع الأسرى المتبقين في الأسر، مشددين على أن وقتهم ينفد.

وفي موقع تسليم الأسرى في خان يونس جنوبي قطاع غزة، رفع الجناح العسكرى لحركة حماس، لافتات تحمل صورًا ودلالات تؤكد على الموقف الرافض لمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامي إلى تهجير فلسطينيي قطاع غزة.

كان من بين ذلك عبارة "لا هجرة إلا للقدس" التي كتبت باللغات: العربية، والإنجليزية، والعبرية، كما كان هناك صورة للقدس وأشخاص يرفعون أعلام فلسطين، ومصر، والأردن، ولبنان، والسعودية، والجزائر.

هذه الأعلام لم تأتي محض صدفه، بحسب مراقبين، بل حمل كل منها دلالة معينة، حيث إن مصر والأردن، هما الدولتان اللتان استهدفهما مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين.

وكانت لبنان، هي جبهة إسناد لغزة، على مدى أكثر من 15 شهرًا من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل ضدهم، بينما جددت السعودية رفضها القاطع للتصريحات المتطرفة "بشأن تهجير الشعب الفلسطيني".

أما الجزائر، فتواصل موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، حيث أكدت مؤخرًا رفضها تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، وذلك وفق تحليل مراقبين أوردته إحدى وكالات الأنباء.

من جهتها، أكدت حركة حماس، أن عملية إطلاق سراح الدفعة السادسة من الأسرى الإسرائيليين، تؤكد أنه لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار.

في سياق متصل، ذكرت حماس، أن استئناف عملية التبادل، اليوم، جاء وفق التزامها مع الوسطاء، وحصولها على ضمانات لإلزام الاحتلال بالاتفاق، مؤكدة أنها تنتظر بدء تنفيذه البروتوكول الإنساني.

وقالت إنه لا بديل أمام الاحتلال للإفراج عن باقي أسراه إلا تنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرة مماطلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الاتفاق مخرجًا لـ"إنقاذ نفسه وحكومته"، وفق قولها.

كانت حماس قد أعلنت، الاثنين الماضي، عن إرجاء مرحلة التبادل هذه جراء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، غير أن الضغوط التي مارستها مصر وقطر على إسرائيل دفعت إليها.

وفي مقابل ذلك، أفرجت إسرائيل عن 369 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 36 محكومًا بالمؤبد، و333 من الفلسطينيين بغزة الذي تم اعتقالهم بعد السابع أكتوبر 2023.

وقبل الإفراج عنهم، عمدت إسرائيل إلى إجبار الأسرى الفلسطينيين على ارتداء قمصان بيضاء طٌبع عليها "نجمة داود" وشعار مصلحة السجون، إلى جانب عبارة "لا ننسى ولا نغفر" من كلا الجانبين.

وفي هذا الإطار، كشفت هيئة البث العبرية، أن الحديث يدور عن تصعيد جديد في الإجراءات الإسرائيلية في هذا الصدد، حيث تم كتابة هذه العبارة خلال الدفعات السابقة على أساور جرى إجبار الأسرى الفلسطينيين على ارتدائها على معاصمهم.

بينما قام بعض الأسرى الفلسطينيين، فور تحريرهم، بخلع هذه القمصان، وإحراقها في ساحة المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وتعقيبًا على ذلك، أدانت حركة حماس، وضع إسرائيل شعارات عنصرية على قمصان أجبرت أسرى فلسطينيين على ارتدائها قبل الإفراج عنهم من داخل السجون، معتبرة ذلك انتهاك فاضح للقوانين والأعراف الإنسانية.

بدوره، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إدارته ستلتزم بقرار تل أبيب في شأن استمرار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، وذلك بعد إفراج حركة حماس عن الأسرى الثلاثة، مشيرًا إلى أنهم ظهروا بحالة جيدة.

والأسبوع الماضي، اقترح ترامب إلغاء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الأسرى في قطاع غزة بحلول الساعة 12 ظهرًا من يوم السبت.

وفي الـ19 من يناير 2025، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق الذي جاء بواسطة مصرية قطرية ودعم أمريكي 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء المرحلة الثانية ثم الثالثة.

وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.

أما المرحلة الثالثة، فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة