تحقيقات قضية "سفاح المعمورة" تكشف عن فصول مروعة من الجرائم التي هزت الإسكندرية، حيث أقر المتهم بقتل زوجته وموكلته، لكنه أنكر جريمة ثالثة، بينما بدأت الشبهات تتزايد حول احتمال وجود ضحايا آخرين لم يُكشف عنهم بعد.
جرائم متسلسلة ودوافع مختلفة
في اعترافاته أمام جهات التحقيق، أقر المتهم بارتكاب جريمتي قتل، مبررًا الأولى بأنها بدافع الحب والغيرة، حيث دخل في خلافات متكررة مع زوجته (التي تزوجها عرفيًا)، ما دفعه لإنهاء حياتها. أما الجريمة الثانية، فكانت بسبب نزاع مالي، حيث طالبته موكلته تركية عبدالعزيز بمبلغ 5000 جنيه لقاء تظلم في قضية محفظة، لكنه رفض الدفع، ليقوم بالتعدي عليها وقتلها ودفن جثتها داخل شقته.
غير أن الجريمة الثالثة، التي تم اكتشافها مؤخرًا، قلبت موازين التحقيقات، بعدما تم العثور على جثة مدفونة داخل الشقة التي كان يستأجرها المتهم، ليتبين أنها تعود للمهندس محمد إبراهيم، المختفي منذ عام 2022، ما أثار الشكوك حول إمكانية وجود ضحايا آخرين لم يتم العثور عليهم بعد.
دلائل القتل مع سبق الإصرار
بحسب التحقيقات، فإن المتهم استخدم أساليب ممنهجة في تنفيذ جرائمه، حيث كان يحرص على دفن الجثث داخل شقته وإغلاق الغرف بإحكام، ورشها بمواد خاصة لإخفاء أي روائح، وهو ما اعتبرته جهات التحقيق دليلًا واضحًا على أن الجرائم ارتُكبت مع سبق الإصرار والترصد.
رغم فظاعة الجرائم، بدا المتهم متزنًا خلال التحقيقات، إلا أن خبراء الطب النفسي يؤكدون استحالة أن يكون شخصًا سليمًا عقليًا وسلوكيًا ويرتكب مثل هذه الفظائع. ومن المقرر أن يخضع لتقييم نفسي رسمي من قبل مستشفى الأمراض العقلية والعصبية، لتحديد مدى مسؤوليته الجنائية عن جرائمه.
الكشف عن الجريمة الثالثة
تفاصيل الجريمة الثالثة جاءت بعد بلاغ من مالك العقار، الذي لاحظ وجود آثار حفر داخل الشقة التي استأجرها المتهم، وبعد تفتيش المكان، عُثر على جثة مدفونة على عمق كبير ومقسومة إلى نصفين، بجوارها بعض متعلقات الضحية، مما كشف هويته. وبالرغم من إنكاره ارتكاب هذه الجريمة، إلا أن الأدلة تشير إلى تورطه بشكل مباشر.
هل هناك ضحايا آخرون؟
مع استمرار التحقيقات، تزداد التساؤلات حول ما إذا كان المتهم قد ارتكب جرائم أخرى لم يُكشف عنها بعد، في ظل الشكوك المحيطة بتحركاته وسجله الجنائي.
وبحسب جهات التحقيق، ستُوجَّه للمتهم اتهامات القتل العمد، وإخفاء الجثث، والاستيلاء على متعلقات الضحايا، مع احتمال ظهور اتهامات جديدة بناءً على تطورات القضية.