الإثنين 10 مارس 2025

دراما رمضان بين الحنين إلى الماضى وتطور الحاضر.. ماذا يختار الجمهور؟

دراما رمضان بين الحنين إلى الماضى وتطور الحاضر.. ماذا يختار الجمهور؟

7-3-2025 | 12:55

شيماء محمود
يعتبر شهر رمضان موسماً مميزاً للدراما التليفزيونية، حيث اعتادت الأسر المصرية والعربية على الالتفاف حول الشاشة الصغيرة لمتابعة المسلسلات التى أصبحت جزءاً من الطقوس الرمضانية، وبينما تتنوع الأعمال اليوم وتزداد الإنتاجات، وفى خضم التطورات التكنولوجية وزيادة الإنتاجات الحديثة، يظل الحنين إلى دراما رمضان القديمة جزءاً لا ينسى من وجدان المشاهدين، تلك الأعمال التى حملت معها البساطة والدفء وتفاصيل صغيرة جعلت من كل حلقة حدثاً مميزاً، ما زالت تثير الشوق والذكريات فى قلوب الجمهور، ليظل الحنين إلى دراما الماضى حاضراً بقوة لدى الكثيرين. فى هذا التحقيق، نستمع إلى آراء مجموعة من الجمهور حول ذكرياتهم مع دراما رمضان وأبرز الأعمال التى أثرت فيهم عبر السنوات، مستحضرين معهم الذكريات التى عاشها المشاهدون فى الماضى ولا تزال تؤثر فى اختياراتهم، فما هى أكثر الأعمال الرمضانية التى ظلت محفورة فى ذاكرة المشاهدين؟ يرى عمر ربيعى أن دراما رمضان فى الماضى مازالت تحتل جزء كبير من ذكرياتنا جميعاً، إذ كان المشاهد ينتظر بفارغ الصبر عرض كل حلقة ويتفاعل مع كل تفاصيلها. ويضيف عمر: وهناك أعمال رغم أنها كانت تمتد لأكثر من 30 حلقة حتى أيام العيد، مازلنا حتى الآن نشاهدها فى الإعادة ونتذكر ذكرياتنا معها حينما كنا فى مرحلة الطفولة والشباب، وعن نفسى تشكل «ليالى الحلمية» و«أرابيسك»، و«رأفت الهجان» علامات مميزة وفارقة فى دراما رمضان. زمن التفاصيل الصغيرة أما شريف شكرى سويلم فيؤكد أن شهر رمضان قديماً كان له طعم مختلف، حيث امتزجت فيه الروحانيات مع البساطة، وكانت ومازالت الأعمال الفنية جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة أجيال كاملة، لم يكن رمضان مجرد شهر للصيام، بل كان موسماً ثقافياً واجتماعياً يجمع العائلات حول التليفزيون فى لحظات لا تنسى. ويسترجع شريف ذكريات الفوازير التى صنعت سحراً بصرياً وذهنياً لا ينسى، من مغامرات نيللى وشريهان، إلى إبداعات سمير غانم فى «فطوطة»، إلى جانب ذلك، يتذكر برامج مثل «كلام من دهب» لطارق علام وبرامج الكاميرا الخفية، التى صنعت البهجة، أما الدراما فيتذكر الأعمال ذات القيم الاجتماعية والتاريخية، مثل: «ليالى الحلمية» الذى وثّق تحولات المجتمع، وكذلك «المال والبنون» الذى تناول الصراعات النفسية والإنسانية بعمق. ويضيف أن رمضان قديماً كان موسماً للدفء الأسرى، حيث تجتمع العائلات أمام التليفزيون دون أن تفرقهم الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعى كما هو الحال اليوم، ورغم التطور التكنولوجى الحالى، إلا أن ذكريات دراما رمضان القديمة تظل محفورة فى الوجدان، لأنها كانت جزءاً من زمن البساطة والدفء، حيث التفاصيل الصغيرة كانت تصنع سعادة كبيرة. الفوازير والكوميديا أما أحمد يوسف، فيحن إلى زمن الفوازير التى شكلت جزءاً أساسياً من ليالى رمضان، حيث كان ينتظر عروض شريهان ونيللى وسمير غانم بشوق، يقول: الفوازير لم تكن مجرد استعراضات راقصة، بل كانت حالة فنية خاصة تجمع بين الخيال والإبداع، كما أننى كنت دائماً متابعاً للمسلسلات الكوميدية مثل «الكبير أوى»، لأن المصريين بطبيعتهم يميلون إلى الكوميديا ويحبون الضحك فى الشهر الكريم. المسلسلات التاريخية.. نافذة على الماضى مصطفى يوسف لديه اهتمام خاص بالأعمال التاريخية، حيث يعتبرها وسيلة لتثقيف الجمهور ويقول: مسلسل «الحشاشين» على سبيل المثال قدم لنا زاوية جديدة عن هذه المرحلة التاريخية، هذه النوعية من الأعمال تمنحنى فرصة لاكتشاف التاريخ. ويتفق معه سيد عز الدين الذى يفضل المسلسلات الوطنية التى تعزز الانتماء وحب الوطن، مشيراً إلى أنه منذ «رأفت الهجان» وحتى مسلسل «الاختيار»، كانت هذه الأعمال الأكثر تأثيراً بالنسبة له. افتقاد الأعمال الموجهة للأطفال يقول أحمد السيد: بالرغم من وجود أعمال مميزة حالياً للأطفال مثل «يحيى وكنوز»، إلا أن أعمال الأطفال التى نشأنا عليها مازلنا نتذكرها ونشاهدها مع أسرنا عند الإعادة مثل: «فوازير عمو فؤاد» ومسلسل «بوجى وطمطم». دراما عادل إمام فى رمضان مثل الفانوس فيما يشير خالد عماد الدين إلى أنه لم يكن هناك مسلسل معين أثر عليه بشكل كبير، لكنه كان يترقب كل عام مسلسلاً جديداً للنجم عادل إمام، مشيراً إلى أن أول عمل تابعه له فى الدراما التليفزيونية كان «فرقة ناجى عطا الله»، ورغم أن المسلسل اعتمد على سرد أحداث طويلة فقد كان يمكن تقديمه كفيلم، إلا أن وجود عادل إمام كان له سحر خاص جعله يتابعه دون ملل، وبالنسبة له كان ظهور الزعيم فى رمضان طقساً سنوياً يشبه الفوانيس ومدفع الإفطار، لكن مع غيابه عن الشاشة فى السنوات الأخيرة، يشعر بأن هذا السحر قد انطفأ تدريجياً. كما يرى خالد أن الدراما حالياً بها بعض المحاولات الجيدة، مثل مسلسل «راجعين يا هوى» الذى أعاد إحياء أعمال أسامة أنور عكاشة بمعالجة عصرية مميزة، على الرغم من أنه لم ينل الانتشار الذى يستحقه. ويؤكد أن النوستالجيا أصبحت جزءاً أساسياً فى اختيارات الجيل الحالى، حيث يبحث المشاهدون عن أعمال تذكرهم بروح رمضان. ذكريات الطفولة.. بكار وبوجى وطمطم من جانبها، تتحدث هالة سعيد عن ارتباط طفولتها بمسلسل «بكار» الذى كان يقدم قصصاً ممتعة ممزوجة بالقيم الأخلاقية، بينما يرى عمر سعد أن «بوجى وطمطم» كان المسلسل الذى يجمع العائلة أمام الشاشة، حيث امتاز بطرافته وأصوات الفنانين المحبوبين. دراما الأسرة أما أمل أحمد، فترتبط بالأعمال الرمضانية الدرامية ذات الطابع الاجتماعى الهادئ والبعيد عن المشاحنات والصراعات وفى نفس الوقت يحمل قيم وأخلاقيات متوارثة، مثل: «لن أعيش فى جلباب أبى» و«الضوء الشارد» وكذلك «عائلة شلش» و«زيزينيا»، فهذه الأعمال مازالت تتذكرها مع بداية شهر رمضان، فمهما شاهدت من أعمال درامية جديدة لفتت انتباهها وحرصت على متابعتها سنوياً تظل لهذه الأعمال القديمة مكانة خاصة لديها، نظراً لعشقها للمسلسلات الطويلة والأعمال ذات الأجزاء.