الأحد 9 مارس 2025

عرب وعالم

مكة المكرمة: كبار مفتي الأمة وعلمائها يعتمدون الخطة الاستراتيجية لـ"وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"

  • 9-3-2025 | 12:59

المؤتمر الدولي بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية

طباعة
  • دار الهلال

تبنّى كبار مفتي الأمة الإسلامية وعلمائها ومفكريها من المذاهب والمدارس الإسلامية "موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي"، واعتمدوا الخطة الاستراتيجية والتنفيذية لوثيقة "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية".

جاء ذلك في ختام النسخة الثانية من المؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" الذي انعقد يومي 6 و7 رمضان 1446هـ بمكة المكرمة، تحت عنوان "نحو مؤتلف إسلامي فاعِل" برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمشاركة واسعة من ممثلي المذاهب والمدارس الإسلامية من أكثر من 90 دولة.

وشهد المؤتمر تدشين "موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي" التي أشرف على إعدادها مركز الحماية الفكرية بوزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية، وأعدها 60 عالمًا في نحو 1800 صفحة، وحُكمت من قبل الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية، وعدد من أصحاب الفضيلة وأعضاء الهيئة، ومجمع الفقه الإسلامي، والمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي لتكون خارطة طريق للعلاقات بين المذاهب الإسلامية وفق مفهوم المشترك الإسلامي الجامع.

وتضمنت تقارير التحكيم وصف الموسوعة بالمتميزة في بابها وأهدافها، وأنها تمثل إضافة نوعية للمكتبة الإسلامية طال انتظارها، فلمركز الحماية الفكرية الشكر من علماء المؤتمر على هذا الجهد العلمي والفكري النوعي، حيث أن تكليف المركز بعمل هذه الموسوعة التي انتهت وفق الطموح والآمال جاء من قِبل المشاركين في المؤتمر العام الماضي وفق بيانه المُعلن.

وقرر المشاركون بالمؤتمر - في البيان الختامي - اعتبارَ "وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" ببنودها الـ28 الأساس والمنطلَق في مسار العمل الإسلامي المشترك علميًا وفكريًا، في أفق تعزيز التآخي والتضامن بين شعوب الأمة المسلمة.

وأعلنوا تبني "موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي" التي أعدها مركز الحماية الفكرية بالسعودية والعمل على التعريف بها، ونشرها بمختلف الأوساط العلمية والمناسبات الدولية؛ لتكون خارطة طريق للعلاقات بين المذاهب الإسلامية، وفق مفهوم المشترك الإسلامي الجامع.

وأعلنوا اعتماد "الخطة الاستراتيجية والتنفيذية" لـ"وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، كما قرروا تعديل مسمى "اللجنة التنسيقية" في وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الاسلامية إلى "المجلس التنسيقي بين المذاهب الإسلامية"، واعتماد نظام المجلس، ومقترح تسمية رئيسه وأعضائه وأمينه، على أن يتولى المجلس العمل على مسارات تفعيل بنود الوثيقة في المجتمعات المسلمة، والإشراف على تنفيذ "الخطة الاستراتيجية والتنفيذية لوثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، ومتابعة البرامج والمبادرات المنبثقة عنها.

وأكدوا موقفهم الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضِه ورفض مشروعات التهجير والتدمير، ومطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتشكيل وفودٍ من علماء الوثيقة؛ لحشد الجهود العالمية من الشخصيات الدينية والمجتمعية المؤثرة لنصرة قضيته، واستعادة حقوقه.

وأعلنوا إطلاق جائزة سنوية تقدم للرواد من المؤسسات والأفراد الذين يُسهمون في تحقيق أهداف "وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، داعيين إلى أهمية احترام وجود التنوع الإسلامي، والتعامل في مسائل الخلاف ضمن الأطر الإسلامية المؤسَّسة على أدب الخلاف، وعدم الانجرار إلى مزالق التكفير ومخاطر التناحر والتنابز.

وحذر المشاركون بالمؤتمر من تبعاتِ ما تشهده بعض الوسائط الإعلامية من سِجالاتٍ حادة توغر الصدور وتثير النزاع والفرقة بذرائع تجلب من المفاسد أعظم مما تتوهمه من المصالح، فأججت الضغائن واستثارت التعصب،واستولدت البغضاء سادرةً عن منّة الله على المؤمنين: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

الاكثر قراءة