تكشفت نتائج المحادثات المباشرة التي عُقدت بين حركة حماس والولايات المتحدة، فأخيرًا وافقت الأولى على الإفراج عن الأسرى مزدوجي الجنسية لديها، وذلك مقابل استئناف محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي توجب على إسرائيل إنهاء الحرب، والتي ستدفع كذلك أثمان ما قبلت به "حماس" عبر تحرير أسرى فلسطينيين.
مقترح الوسطاء
ووافقت حركة حماس، اليوم الجمعة، على مقترح الوسطاء لاستئناف المفاوضات، وذلك عبر الإفراج عن أسير إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين أربعة أسرى من مزدوجي الجنسية.
وجاءت موافقة حركة حماس هذه بغرض المضي قدمًا في محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في يناير الماضي.
وكشفت حركة حماس - في بيان - عن أنها تسلمت مقترحًا من الوسطاء لاستئناف المفاوضات، مؤكدة أنها تعاملت معه بمسؤولية وإيجابية، حيث سلمت ردها عليه فجر الجمعة.
وبيّنت أن ردها تضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية.
وفي هذا الإطار، أكدت حماس، جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية، مطالبة بإلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة.
وتأتي موافقة حركة حماس تلك ترجمة للمحادثات المباشرة، التي عقدتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الإفراج عن أسرى إسرائيليين في قطاع غزة يحملون الجنسية الأمريكية.
وجرت هذه المحادثات "غير المسبوقة" بين المبعوث الأمريكي لشؤون المحتجزين، آدم بوهلر، ومسؤولين من حركة حماس في العاصمة القطرية، الدوحة.
وبعد موافقة حركة حماس على الإفراج عن هؤلاء، أصبح على إسرائيل أن تفرج في المقابل عن أسرى فلسطينيين، وهو ما لا تقبله، لكنها لا تستطيع أن تعلن ذلك حفاظًا على علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال مسؤولون إسرائيليون، الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يملك ترف الخلاف مع إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأضاف المسؤولون، في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن أي خلاف مع إدارة الرئيس دونالد ترامب يهدد العلاقة مع مورد الأسلحة الرئيسي، فضلًا عن أنه يهدد الحفاظ على الائتلاف الحاكم.
واشتكى المسؤولون من أن الولايات المتحدة قدمت في المفاوضات عروضًا يتعين على إسرائيل دفع ثمنها، لا شخص آخر.
وعلى الجهة المقابلة، فإن من المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو - بحسب بيان صادر عن مكتبه - اجتماعًا مع الفريق الوزاري، مساء السبت، لتلقي تقرير مفصل من فريق التفاوض، والبت في الخطوات المقبلة لإطلاق سراح الأسرى، مما يعني أن الرد الإسرائيلي على قبول حركة حماس مقترح الوسطاء مرجئ حتى ذلك الحين.
جاء ذلك بعد أن قالت هيئة البث العبرية، إن رئيس الوزراء يعقد تقييمًا عاجلًا للوضع بعد إعلان حماس الموافقة على إطلاق سراح جندي إسرائيلي ـ أمريكي وأربعة جثامين.
وفي هذا السياق، زعم مصدر أمني إسرائيلي مطلع، أن اقتراح الوسطاء يتحدث عن إطلاق سراح خمس أسرى أحياء، وهو لم تعلنه حركة حماس، بحسب الهيئة العبرية
وفي إطار متصل، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن بلاده وافقت على مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بينما تُصر "حماس" على رفضه ولم تتحرك قيد أنملة، على حد زعمه.
وكان إعلام عبري قد تحدث عن تقديم المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، مقترحًا محدثًا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يقضي بتمديده 50 يومًا، مقابل إفراج حماس عن خمسة أسرى أحياء، إلى جانب تسليم جثث الأسرى القتل.
وتعقيبًا على ذلك، أكدت حركة حماس، أن هذه التقارير تهدف إلى "القفز على الاتفاق" الساري في قطاع غزة منذ يناير الماضي.
وأكدت تمسكها بما تم الاتفاق عليه والدخول في تنفيذ المرحلة الثانية، وتطبيق استحقاقاتها بالتعهد بعدم العودة للحرب، والانسحاب من غزة، وبدء الانسحاب من محور "فيلادلفيا".
كيف ستمضي الأمور؟
وفي تصريحات صحفية، عزت حركة حماس، موافقتها على مقترح الوسطاء بالإفراج عن جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين أربعة أسرى من مزدوجي الجنسية، بغرض استئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى، كما أن في مقابل ذلك، ستفرج إسرائيل.
على مسار مواز، كشفت حماس، عن توجه الوفد المفاوض فيها برئاسة خليل الحية، إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين ومتابعة تطورات ملف المفاوضات، واتفاق وقف إطلاق النار.
وفي الـ19 من يناير 2025، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 160 ألف بين شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق، التي كان من المفترض أن يتم خلالها التفاوض على المرحلة الثانية، غير أن إسرائيل تنصلت من ذلك، ليل يوم السبت الموافق الأول من مارس الحالي، بخروقات من الجانب الإسرائيلي قدرت بأكثر من 900 مرة.