15-3-2025 | 11:35
إيهاب سلامة
مع شهر رمضان المبارك، تزداد التساؤلات حول الطريق الآمن لصيام كبار السن، وهم الفئة الأكثر عرضة للتحديات الصحية، فبين الرغبة في أداء هذه الفريضة الدينية وبين المخاطر الصحية المحتملة، يظل السؤال قائماً: كيف يمكن أن يحافظ المسن على صحته خلال الصيام؟
يؤكد الدكتور أشرف الحلوجي، استشاري الأمراض الباطنة، أن صيام كبار السن يختلف عن الفئات العمرية الأخرى، نظرًا لتغيرات الجسم مع التقدم في العمر وظهور أمراض مزمنة تستدعي عناية خاصة، ويشرح الدكتور أشرف أن الشيخوخة تقلل من كفاءة أجهزة الجسم، مما يجعلهم أكثر عرضة للجفاف، وانخفاض السكر في الدم، وتقلبات ضغط الدم، ومع ذلك فإن الصيام ليس مستحيلاً لهذه الفئة، شريطة اتخاذ الاحتياطات الطبية اللازمة لضمان سلامتهم.
ويضيف: كبار السن الذين يعانون من أمراض مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، أو الكلى، هم الأكثر حاجة إلى متابعة دقيقة أثناء الصيام، على سبيل المثال، مرضى السكري معرضون لهبوط خطير في مستوى السكر أثناء النهار بسبب انقطاع الطعام والشراب لفترات طويلة، أما مرضى ارتفاع ضغط الدم، فقد يواجهون مشكلات نتيجة تأخر تناول الأدوية أو اضطراب نظامهم الغذائي.
الدكتور أشرف يشدد على أهمية استشارة الطبيب خلال الصيام لتقييم حالة المريض الصحية، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر تعديل جرعات الأدوية أو تغيير مواعيدها لتتناسب مع فترة الصيام، كما أن الطبيب قد ينصح بالإفطار في حال وجود خطر على حياة المريض.
وللوقاية من المضاعفات الصحية، يُنصح كبار السن بالالتزام بعدد من النصائح المهمة، فيجب أن يكون السحور غنياً بالكربوهيدرات المعقدة والبروتينات لتوفير طاقة تدوم طوال ساعات الصيام، مع تقليل الملح والسكريات التي قد تزيد من خطر الجفاف أو ارتفاع الضغط. كذلك، يجب تناول كميات كافية من السوائل بين الإفطار والسحور للحفاظ على ترطيب الجسم، خاصة في الأيام التي ترتفع فيها درجة الحرارة.
الراحة أثناء النهار ضرورية لتقليل الإجهاد، مع تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة أو القيام بمجهود بدني شاق، كما أن مراقبة الأعراض الصحية أمر لا بد منه، إذا شعر كبير السن بدوار شديد، أو لاحظ أعراض الجفاف كجفاف الفم وقلة التبول، أو واجه انخفاضاً في مستوى السكر، فإن الإفطار يصبح ضرورة لا يمكن تجاهلها.
ويضيف الدكتور الحلوجي إن الأهم هو تحقيق الغاية من الصيام، وهي التقرب إلى الله، وليس الإضرار بالنفس، ويضيف أن المتابعة الطبية الدورية خلال شهر رمضان يمكن أن تسهم في التخفيف من المخاطر وتجنب المضاعفات.
في نهاية الأمر، الصيام لكبار السن يتطلب وعياً كبيراً من المريض وأفراد عائلته، إلى جانب الإشراف الطبي المتواصل، وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجه كبار السن، إلا أن التخطيط الجيد والالتزام بالإرشادات الطبية يفتحان الطريق أمام صيام آمن ومثمر.