بعد إصابة ابنة ليل بالتبول اللاإرادي بعد طلاق والديها في مسلسل "وتقابل حبيب"، نستعرض في السطور التالية مع استشارية أهم المشاكل النفسية التي قد يواجهونها أبناء الطلاق وكيفية التعامل معهم بشكل صحي وإيجابي.
ومن جهتها تقول الدكتورة إيمان عبد الله، دكتورة علاج نفسي أسري، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الطلاق يُعد من التجارب الصعبة التي لا تؤثر فقط على الزوجين، بل تمتد تداعياته لتطال الأبناء، مسببة لهم العديد من المشكلات النفسية والسلوكية، ومن أهم تلك الأثار السلبية على الأولاد ما يلي:
يمر الأبناء بمراحل مختلفة من التأثر النفسي بعد طلاق والديهم، تتراوح بين الشعور بالضياع والرفض، أو التبول اللا إرادي في بعض الحالات، وصولًا إلى مشاكل نفسية أعمق تؤثر على مستقبلهم العاطفي والاجتماعي. ومن أبرز التأثيرات التي قد تظهر عليهم:
-الانغلاق العاطفي والخوف من الارتباط، حيث يرى بعض الأطفال أن العلاقات الزوجية مصيرها الفشل، فيرفضون فكرة الزواج مستقبلاً خوفًا من تكرار تجربة والديهم، وقد يصل الأمر ببعضهم إلى الامتناع التام عن الارتباط حتى بعد بلوغهم الثلاثين.
-ضعف تقدير الذات وانعدام الأمان، لشعورهم بشكل مستمر بعد الطلاق بفراغ عاطفي قد يؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس والشعور بعدم الأمان.
-السلوكيات غير اللائقة، فقد يلجأ بعض الأبناء إلى تصرفات غير مقبولة كالهروب من المدرسة، التدخين، تعاطي المخدرات، أو الدخول في علاقات غير صحية، كرد فعل على الضغط النفسي الذي يعانونه.
-البحث عن بدائل عاطفية، ففي بعض الحالات، يحاول الأبناء تعويض فقدان الأب أو الأم بالبحث عن شخص آخر يمنحهم الحنان والاهتمام، مثل الفتيات اللواتي يبحثن عن شريك يمثل دور الأب في حياتهن، أو الفتيان الذين يرتبطون بنساء أكبر سنًا تعويضًا لغياب الأم.
وأضافت استشاري العلاج النفسي والأسري، أنه من الضروري أن يكون للأهل، وخاصة الأم، دور كبير في احتواء الأبناء بعد الطلاق، وتقديم الدعم النفسي لهم للحفاظ على استقرارهم العاطفي، ومن أهم الخطوات التي يمكن اتباعها ما يلي:
الحفاظ على بيئة مستقرة، حيث يجب على الوالدين تجنب النزاعات والخلافات المستمرة أمام الأطفال، حيث إن العيش في أجواء مشحونة يضاعف التأثير السلبي على نفسيتهم.
-إبقاء قنوات التواصل مفتوحة، فمن المهم أن يكون الأب على تواصل مستمر مع أبنائه، حتى لو لم يكونوا يعيشون معه، لتعزيز شعورهم بالأمان، كما ينصح بأن يقضي الأبناء وقتًا مع والدهم بشكل منتظم، حتى وإن كان ذلك لمبيت يومين في الأسبوع معه.
-تعزيز الاستقلالية والثقة بالنفس، من خلال تشجيع الأبناء على التعبير عن مشاعرهم، وتوفير بيئة آمنة لهم لمشاركة مخاوفهم دون قيود.
-عدم تشويه صورة الطرف الآخر، لأن الحديث السلبي عن الأب أو الأم أمام الأطفال يؤثر على نظرتهم للحياة ويعمّق مشاعر العداء والخوف لديهم، لذا، من الضروري أن يبقى الطرفان على احترام متبادل، خاصة في وجود الأبناء.
-طلب الدعم النفسي عند الحاجة، ففي بعض الحالات، يكون من الضروري اللجوء إلى مختص نفسي لمساعدة الأبناء على التعامل مع مشاعرهم، وتجاوز آثار الطلاق بطريقة صحية.