الأربعاء 19 مارس 2025

تحقيقات

تجدد الحرب في غزة.. إسرائيل تسعى لإفراغ القطاع وتأخير إعادة الإعمار

  • 18-3-2025 | 22:08

تجدد الحرب في غزة

طباعة
  • إسلام علي

في الساعات الأولى من فجر اليوم، أنهت إسرائيل "وقف إطلاق النار" الذي استمر قرابة الشهرين، واستأنفت حربها على القطاع بغارات جوية مكثفة، على عدة مناطق في وسط القطاع، وقد أثار هذا التصعيد إدانات دولية واسعة، حيث دعت عدد من الدول والمنظمات إلى العودة إلى "حالة اللاحرب" مع وقف فوري للعنف والعودة إلى طاولة المفاوضات. 

 

أسباب إنهاء وقف إطلاق النار 

بنيامين نتنياهو: لن تتوقف العمليات العسكرية لحين اتمام أهدافها

بررت إسرائيل صباح اليوم، رفض حركة حماس إطلاق سراح أكثر من 50 رهينة تحتجزهم، وقد تحدث بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تصريحات صحفية، هو ووزير دفاعه، أن العمليات العسكرية مستمرة لحين تحقيق الأهداف المرجوة منها

 

وزارة الصحة الفلسطينية: استشهاد أكثر من 400 فلسطيني

ومنذ بدء إطلاق النار صباح اليوم الثلاثاء، أعلنت الصحة الفلسطينية، استشهاد أكثر من 400 فلسطيني بالقطاع وذلك أثر الغارات الجوية على القطاع، هذا أعلنت أيضا وزارة الصحة، استشهاد أكثر من 116 فلسطيني، منذ وقف إطلاق النار 19 يناير السابق.

 

لا يوجد قتال ولا إعادة للمخطوفين

وقال غدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم، في تصريح له، أن إسرائيل عاودت القتال مرة أخرى، لأنها لا تريد الوصول إلى طريق مسدود، ففي الوقت الحالي، لا يوجد قتال ولا إعادة للمخطوفين، وأشار إلى أن إسرائيل ومبعوث ترامب للشرق الأوسط "ويتكوف"، بذلوا جهودا كبيرة للوصول إلى تسوية، ولكن على الجانب الأخر، رفضت حماس كل المقترحات المقدمة.

 

يسرائيل كاتس: إن لم تفرج حماس عن جميع المختطفين الإسرائيليين فستزداد ضرباتنا كثافة 

وخلال جلسة اليوم، لتقييم الأوضاع في القطاع، أدلى وزير الدفاع الإسرائيلي، تصريحات في مقر قيادة الجيش، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان الجنرال أيال زمير ورؤساء الأجهزة الأمنية المختلفة، حيث قال : "يجب على حركة المقاومة أن يدركوا أنه إذا لم يتم الإفراج عن جميع المختطفين الإسرائيليين، فستزداد ضرباتنا إليهم حدة وكثافة". 

وفي سياق أخر، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، استشهاد عدد من قياداته في القطاع في العملية العسكرية الأخيرة، وأعلن في بيانه استشهاد كل من:

  1. عصام الدعليس، رئيس متابعة العمل الحكومي.
  2. المستشار، أحمد الحتة، وكيل وزارة العدل. 
  3. اللواء محمود أبو وطفة، وكيل وزارة الداخلية.
  4. واللواء بهجت أبو سلطان، مدير عام جهاز الأمن الداخلي.
  5. أما وعن أعضاء حركة المقامة الإسلامية "حماس"، فقد ذكر البيان اسمائهم كالتالي: 
  6. ياسر حرب، عضو المكتب السياسي لحماس.
  7. محمد الجماصي، عضو المكتب السياسي لحماس. 

 

 نبيل فهمي: إسرائيل تحافظ على أكبر قدر من التوتر بالشرق الأوسط

 ومن جانبه، أوضح نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، أنه وبرغم الظروف شديدة التعقيد والتي سبقت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بالقطاع، نجح الجانب المصري، باعتباره الشريك الأول والأساسي في الاتفاقية، وذلك بالتنسيق مع الجانبين القطري والأمريكي، في التوصل إلى الاتفاق، وذلك على الرغم من الشك الدائم في نية إسرائيل الالتزام بالاتفاقية. 

 

إسرائيل تحافظ على أكبر قدر من التوتر بالشرق الأوسط

وأضاف فهمي في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" سبب ذلك أن إسرائيل دائما ما ترى أن حماس والمقامة الفلسطينية، خطر على أمنها الداخلي، فضلا عن خوف نتنياهو، من إعادة محاكمته في عدد من القضايا الداخلية. 

وأشار أن الهدف الأسمى لإسرائيل من هذه الحرب، هي الحفاظ على قدر كبير من التوتر في الشرق الأوسط، وذلك  بفضل الغطاء السياسي الأمريكي طوال الوقت، وهذا يتعارض بكل تأكيد مع الموقف المصري والعربي والدولي. 

واستطرد: "في هذه الأثناء وبعد تجدد الحرب على قطاع غزة، يوجد اتصالات مكثفة مع الجانب الإسرائيلي، من قبل الجانب المصري، بالإضافة إلى الجانب الأمريكي، وإذا لم تستجب إسرائيل، فمن المتوقع أن يحدث تصعيد من الجانب المصري، وذلك لأن تلك الحرب تستهدف بشكل كبير تأخير إعادة الإعمار المتفق عليها".


صلاح حليمة: تجدد الحرب يهدف إلى إفراغ القطاع من سكانه وتأخير إعادة الإعمار

عبر السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الهدف الغير معلن من إنهاء وقف إطلاق النار فجر اليوم، هو تصفية القضية الفلسطينية، وإفراغ القطاع بالكامل من سكانه، مثلما حدث في الضفة الغربية. 

وأضاف حليمة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" أن الصورة اتضحت أكثر في الوقت الحالي، أن نتنياهو يريد الحفاظ على كرسيه، فضلا عن أن الهدف الغير معلن الثاني هو الوصول إلى إيران، من وراء تجديد الحرب بالقطاع. 

 

تجدد الحرب تؤكد نية الولايات المتحدة بوجود دولة واحدة فقط

وأشار حلمية إلى وجود توافق بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بشأن إقامة دولة واحدة فقط، مع استبعاد كامل لفكرة "حل الدولتين" مع الاستمرار في نهج تدمير "البنية التحتية الفلسطينية"، ومن جهة أخرى، هذا النهج التدميري يلقي بظلاله على تأخير عملية "إعادة إعمار القطاع المتفق عليها". 

واستطرد: "يجب على الدول العربية والإسلامية أن تتبنى إجراءات اكثر صرامة ومنها التلويح بسحب السفراء، وتعليق الاتفاقيات الإبراهيمية، وذلك لكي يكون هناك رد فعل قوي، لأن ما يحدث منذ 7 أكتوبر إلى اليوم، هو لأجل تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين، فضلا عن عدم وجود لا سلطة وحكومة ولا شعب فلسطيني". 

 

جمال بيومي: الحرب في غزة لن تتوقف أبدًا

من جانبه، أعرب السفير جمال بيومي، أنه ينبغي ألا نتفاجأ بخصوص تجدد العدوان، موضحًا أن هذه الحرب لن تتوقف أبدًا وذلك لعدة أسباب، أولها أن نتنياهو مطلوب للعدالة الدولية، ومطلوب القبض عليه في قضايا فساد بالداخل الإسرائيلي، إي انه مطلوب محليًا ودوليًا، لذلك لا يريد إلا استمرار هذه الحرب.

واستطرد: "السبب الثاني هو تشدد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل وجهلها بالاتفاقيات الدولية والقانون الدولي، وفي ذلك قول أحد وزراءه بأحد أسرار الدولة، وهي أن إسرائيل تمتلك قنبلة ذرية، والتي تهدد دائمًا بضرب أعداءها في حالة عدم المثول لأوامرها". 

وأوضح أنه على الجانب الأخر، فإن ترامب لا يستمع جيدًا لمن حوله، وفي ذلك دليل أن وزارة الدفاع الأمريكية لا تريد صنع أسلحة أخرى لأجل إرسالها إلى إسرائيل، معللة أن ذلك يجلب مع مرور الوقت المزيد من الأعداء للسياسات الأمريكية في العالم. 

واختتم بيومي حديثه، أنه لا يرجح حدوث تصعيد مصري تجاه إسرائيل، حيث تعتمد مصر بدعم دول عربية ودولية على نهج دبلوماسي متزن، ويعد سحب السفير المصري من تل أبيب في الفترة الأخيرة دليلًا على هذا التوجه. 

الاكثر قراءة