أعلنت الدكتورة جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، انتهاء المرحلة الأولى من موسوعة الأغذية الشعبية المصرية والاستعداد لإطلاق المرحلة الثانية من المشروع الذي يعد أحد أهم المبادرات التوثيقية للثقافة الغذائية المصرية.
وأشارت الدكتورة جينا الفقي - في بيان أصدرته اليوم الإثنين- إلى أن المرحلة الثانية من الموسوعة ستركز على توثيق المزيد من الأكلات الشعبية المصرية مع تسجيل المؤشرات الجغرافية للأكلات المصرية بهدف إعطائها علامة تجارية مرتبطة بمنشئها الجغرافي مما يسهم في الترويج لها عالميا وتعزيز قيمتها الاقتصادية وفتح المجال أمام فرص استثمارية جديدة من خلال تسويقها كمنتجات تراثية مصرية متميزة.
وأكدت أن نجاح المرحلة الأولى من المشروع جاء بعد انطلاقه في عام 2020 بتمويل كامل من الأكاديمية ،وتنفيذه من خلال المركز القومي للبحوث تحت إشراف الدكتور مجدي السيد العميد الأسبق لمعهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية وبمشاركة الدكتورة نهال سامح رمضان الباحث بمعهد بحوث الصناعات الكيمائية بالمركز القومي للبحوث كباحث مناوِب للمشروع.
وأضافت أن المرحلة الأولى هدفت إلى توثيق الأكلات الشعبية المصرية وفق منهجية علمية متكاملة تضمنت جمع المعلومات من مختلف المحافظات عبر زيارات ميدانية موثقة بالصور والفيديو مما ساعد في تسجيل الأكلات الشعبية من مصادرها الأصلية وحفظها للأجيال القادمة .
وأوضحت أنه نتج عن هذه المرحلة إصدار خمسة مجلدات باللغة الإنجليزية تناولت موضوعات مختلفة منها الخبز والمخبوزات وأكلات مشتقة من الحبوب وأكلات مشتقة من البقوليات وأكلات مشتقة من الخضروات وأكلات مشتقة من أحشاء اللحوم.
وأكدت أنه لم يقتصر المشروع على التوثيق الأكاديمي فقط بل امتد تأثيره إلى المجتمع المحلي حيث تعاون مع بنك الطعام المصري لتوفير فرص عمل للسيدات المعيلات عبر تصنيع الأكلات الشعبية، كما تم التعاون مع مجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية في عام 2023 لعرض الأكلات التراثية المصرية على شاشات التلفزيون خلال شهر رمضان مما أتاح الفرصة لسيدات من مختلف المحافظات لنقل تراثهن الغذائي وتعريف الجمهور بأهم الأطباق المصرية التقليدية.
وأوضحت أنه حرصا على نشر التراث الغذائي المصري عالميا تم إعداد الموسوعة باللغة الإنجليزية مع ملخصات عربية وإتاحتها للبيع عبر أكاديمية البحث العلمي والمركز القومي للبحوث وشركة كنوز في المتحف القومي للحضارة المصرية.
واضافت أن فريق العمل ساهم في إعداد ملف تسجيل الكشري المصري ضمن القوائم التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي لمنظمة اليونسكو لعام 2025 وهو حاليا قيد التقييم الفني في انتظار قرار إدراجه رسميا ضمن التراث العالمي.
وأكدت أن أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا تلتزم بالحفاظ على التراث الغذائي المصري وتطويره وتدعو كافة الجهات المهتمة إلى المشاركة في نشر هذه المبادرة لضمان توثيق هذا التراث الثري للأجيال القادمة وتعزيز مكانة مصر على الخريطة الغذائية العالمية.