الأربعاء 26 مارس 2025

ثقافة

نساء فى الإسلام( 25 ــ 30)| فاطمة بنت أسد.. أمُّ الهاشميين وسندُ النبي الأمين

  • 25-3-2025 | 22:13

فاطمة بنت أسد

طباعة
  • همت مصطفى

في أروقة التاريخ وإشراقة الحضارة، تتلألأ صور «نساء الإسلام» كنجومٍ سطعت في سماء الإيمان والعطاء، خلدهن إيمانهن و مواقفهن القوية دفاعًا عن ديننا الحنيف ينشدون ثواب الآخرة والهدى للبشرية كلها فتركن أثرًا كبيرًا محفوظًا في ذاكرتنا ووجداننا وهدى وبوصلة لنا في الطريق.

ومع بوابة «دار الهلال» في أيام شهر رمضان الكريم لعام 1446 هجريًا  نقدم كل يوم حلقة من سلسلة «نساء في الإسلام» لتأخذنا إلى عمق النفوس، حيث تتجسد شجاعة المرأة وعزمها في مواجهة تقلبات الزمان،

في كل حلقةٍ، نكتشف حكاياتٍ نسجت بخيوط العزيمة والإيمان، رسمت بمسحاتٍ من النور ملامح الحضارة الإسلامية هنا، يتلاقى الجمال الروحي مع القوة الإنسانية، وتنبثق من رحم التحديات أروع معاني التضحية والكرامة، لتكون المرأة ركيزة لا غنى عنها في بناء حضارتنا وإرثها العريق.

ولقائنا في اليوم الخامس والعشرين من رمضان 1446 هجريًا الموافق 54 مارس 2025 ميلاديًا مع الصحابية الجليلة الزوجة الوفية.. فاطمة بنت أسد رضي الله عنها

أصل وعائلة فاطمة بنت أسد

الصحابية فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، ولدَت في مكة المكرمة، وهي زوجة عم الرسول أبي طالب، وكانت أول أمرأة هاشمية تتزوج هاشميًا، وولدت هاشميا، كما ذكر أهل السير.

وأبناء فاطمة بنت أسد هم: عقيل، والشهيد جعفر بن أبي طالب، أحد الأمراء الثلاثة في سرية مؤتة، وعليَ بن أبي طالب كرم الله وجهه، وطالب وأم هانئ، وجمانة، وريطة، كلهم جميعًا من أبي طالب، وهي «حماة فاطمة» بنت النبي «صلى الله عليه وسلم»، وجدة الحسن والحسين بن عليّ سيدي شباب أهل الجنة.

من السباقين في الدخول الإسلام

كانت السيدة فاطمة بنت أسد من السباقين في الدخول إلى دين الله الإسلام، حيث أسلمت في السنين الأولى للبعثة النبوية بعد عشرة من المسلمين، وكانت الحادية عشرة، وكانت أول النساء اللواتي بايعن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

وكانت السيدة فاطمة بنت أسد،  من المهاجرين الأوائل، وقيل إنها أوّل امرأة هاجرت إلى رسول اللَّه من مكّة المكرمة إلى المدينة المنورة على قدميها، وكانت من أبرّ النّاس برسول اللَّه، وكانت رضي الله عنه بمنزلة الاُمّ لرسول اللَّه عليه الصلاة والسلام.. وكان يعيش في بيتها وهو في كفالة عمه أبي طالب بعد وفاة جده، وكان يناديها بأمي، وكان يُحسن إليها ويحبُها ويحترمُها ويزورها ويقيل في بيتُها، لما لها من مكانة ومعزة في قلبه لحسن رعايتها له في شبابه.

ويروى أنه لما أحس عبدالمطلب جَد النبي «صلى الله عليه وسلم» بدنو أجلهُ، أوصى ولده أبا طالب بأن يحوط ابن شقيقه محمد بن عبدالله؛ ولعل «عبد المطلب» قصد من هذا أن اليد الحانية والأمينة تكمن في بيت أبي طالب، وعند زوجته فاطمة بنت أسد رضي الله عنها، على حسن الرعاية لمحمد «صلى الله عليه وسلم» بعد وفاة جده عبدالمطلب، فقد كانت فاطمة تشمله برعايتها وتشرف عليه مع زوجها، وكانت ترى البركة تحل في طعام أولادها إذا أكل معهم رسول الله «محمد»، كما يذكر أنه ظل في كنفها قرابة عقدين من حياته، لهذا فهي كانت من أعظم الناس وأخبرهم برسول الله «صلى الله عليه وسلم».

وعرفت فاطمة بنت أسد  بشخصيتها الكريمة العظيمة وهي حِفظ الحديث وروايته.

وقيل إنها روت عن النبي «صلى الله عليه وسلم» ستة وأربعين حديثًا، وكان الرسول يُحسن إليها ويحبُها ويحترمُها ويزورها ويقيل في بيتُها، لما لها من مكانة ومعزة في قلبه لحسن رعايتها له في شبابه.

ويروى عن السيدة فاطمة بنت أسد أنها سمعت رسول اللَّه وهو يقول: «إنّ النّاس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا»، فقالت: واسوأتاه، فقال لها رسول اللَّه: «فإنّي أسأل اللَّه أن يبعثك كاسية».

وتوفيت فاطمة بنت أسد، في السنة الرابعة للهجرة، وعمرها ما يقارب الـ60 عاما ولما توفيت ألبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه، ودفنها في مقبرة البقيع في المدينة المنورة وأضجع معها في قبرها فقيل له من الصحابة: «يا رسول الله: ما رأيناك صنعت هذا؟ »فقال رسول الله: «إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها، أنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة، وأضجعت معها ليهوّن عليها رضي الله عن السيدة  فاطمة بنت أسد وأرضاها».

أخبار الساعة

الاكثر قراءة