السبت 12 ابريل 2025

ثقافة

مساجد حول العالم (27- 30) «مسجد الصحابة» في إريتريا ..أول مسجد بناه المسلمون في العالم

  • 27-3-2025 | 22:19

مسجد الصحابة في إريتريا

طباعة
  • همت مصطفى

في كل زاوية من زوايا الأرض، قامت صروح شاهقة تنطق بالجلال، وتعكس نور الإيمان، وتُردد أصداء التكبير والتهليل، إنها المساجد والجوامع، بيوت الله التي جمعت القلوب، ووحدت الصفوف، واحتضنت أرواحًا وجدت فيها السكينة والطمأنينة.

وفي شهر رمضان المبارك، حيث تصفو الأرواح وتسمو النفوس، نأخذكم في رحلة روحانية عبر الزمان والمكان، لنطوف بكم حول أجمل وأعظم الجوامع والمساجد في العالم، من قلب الحرمين الشريفين، والأرض المباركة في فلسطين، إلى مآذن الأندلس الشامخة، ومن سحر مساجد الشرق العتيقة إلى عبق التاريخ في مساجد المغرب العربي، إلى قارات العالم جميعها، سنعيش معًا حكاياتٍ من الجمال المعماري، والتاريخ العريق، والمواقف الإيمانية الخالدة.

وعبر بوابة «دار الهلال» خلال أيام شهر رمضان الكريم، لعام 1664 هجريًا / مارس 2025 ميلادي، نستعرض معكم أحد أشهر المساجد، والجوامع التاريخية في دول العالم الإسلامي، والدول العربية، حيث يجتمع الفن والهندسة والإيمان في لوحات تأسر القلوب، وتروي قصصًا من العظمة والروحانية، في ليالي رمضان المباركة.

وفي اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك 1446هـ/ 27 مارس 2025م نذهب في رحلة وجولة  مع «مسجد الصحابة» في مصوع  بإِرِتْرِيَا.

 أول مسجد في العالم 

«مسجد الصحابة» هو مسجد تاريخي يقع في مدينة مصوع الإريترية،  بُني المسجد في القرن السابع الميلادي على يد صحابة النبي محمد عليه الصلاة والسلام الذين جاؤوا إلى هنا خلال هجرتهم نحو الحبشة، حيث يُعتقد أن المسجد هو أول مسجد تم بناؤه في القارة الأفريقية، أول مسجد في العالم بناه المسلمون قبل 1400 عام.

تاريخ بناء المسجد 

وكان «مسجد الصحابة» هو أول مسجد بني في صدر الإسلام في إريتريا بميناء مصوع، على البحر الأحمر ، وكان ذلك بعد أن اشتد الأذى بالصحابة في مكة المكرمة، فأمرهم الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ بالهجرة إلى الحبشة لأن بها ملكًا عادلًا «النجاشى»، وقتها كانت تسمى بلاد الحبشة كل من الصومال والسودان وإثيوبيا وإريتريا.

أول هجرة في الإسلام

وأول ما وطئت أقدامهم الأرض قادمين من البحر توضؤوا وصلوا في هذا المكان، وكان على رأس الصحابة، الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب ابن عم الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتمثل هذه الهجرة الهجرة الأولى للمسلمين حيث كانوا مضطهدين، وأقاموا فيه أول أذان جهرًا في الإسلام، وفي ذلك الوقت كان اتجاه القبلة ناحية بيت المقدس، وذلك عام 615 م أي بعد خمس سنوات من الرسالة النبوية، وما تبقى من المسجد المحراب الذي مازال متوجهًا نحو المسجد الأقصى منذ أكثر من 1400 عام، ولم يقم الإريتريون بإعادة بنائه حتى لا يفقد قيمته. فالحجر المستخدم في بنائه حجر بحري يتحمل أنواع الرطوبة المختلفة، ويظهر ذلك في الصخور البحرية المليئة بالصدف حينما تدقق فيها تجد أنها تكونت من صخور صلبة وهذا ما يفسر بقاؤه حتى الآن.

 المسلمون الأوائل

واعتاد الإريتريون الصلاة في المسجد في عيدي الفطر والأضحى وذلك تيمنًا بالمكان، وتخليداً لأول زيارة للصحابة وأول هجرة في الإسلام.

ويعتبر الإريتريون أنفسهم المسلمين الاوائل، وذلك  لتواجد الصحابة في بلادهم حتى قبل هجرتهم للمدينة، ويرجع الإريتريون أسباب التسامح والتعايش إلى أنهم أخذوا الإسلام من أصحابه.

 

 

الاكثر قراءة