وجّه وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكه راسموسن، انتقادًا لاذعًا للولايات المتحدة الأمريكية بسبب ما وصفه بعدم احترامها، وذلك بعد ساعات من زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، لقاعدة عسكرية أمريكية في جرينلاند.
وفي رسالة مصورة استغرقت دقيقتين، خاطب فيها الأمريكيين مباشرة، دعا راسموسن واشنطن إلى وقف التصريحات العدائية، قائلًا: "تم توجيه العديد من الاتهامات والادعاءات، ونحن بالطبع منفتحون على النقد، لكن دعوني أكون صريحًا تمامًا: نحن لا نقدر النبرة التي يتم استخدامها"، وذلك وفق ما نقلته مجلة "بولتيكو".
ولقد وصلت العلاقات بين واشنطن وكوبنهاجن إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بعد تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المتكررة بالاستيلاء على جرينلاند، الإقليم الدنماركي ذو الحكم الذاتي، وانتقاداته الحادة للدنمارك لما يراه تقصيرًا في حماية القطب الشمالي.
ورفض ترامب استبعاد استخدام القوة العسكرية أو الضغوط الاقتصادية للاستحواذ على أكبر جزيرة في العالم، والتي تبعد نحو أربع ساعات بالطائرة عن نيويورك، وقد أثارت تصريحاته، التي تراوحت بين وعود بجعل سكان غرينلاند "أغنياء" إلى تهديدات أكثر عدوانية، قلقًا كبيرًا في الدنمارك وجرينلاند، اللتين رفضتا مقترحاته بشدة.
ومن جانبه، زار فانس أمس /الجمعة/ قاعدة بيتوفيك الفضائية، وهي قاعدة عسكرية أمريكية في شمال جرينلاند النائي، وكرر انتقاده للدنمارك، زاعمًا أنها "لم تقم بواجبها" في تأمين القطب الشمالي. وأضاف مخاطبًا سكان جرينلاند: "ستكونون في وضع أفضل تحت المظلة الأمنية للولايات المتحدة بدلاً من المظلة الأمنية للدنمارك"، مشيرًا إلى ما وصفه بتهديدات خطيرة من روسيا والصين.
وبدا أن راسموسن قد فقد صبره، قائلًا: "هذه ليست الطريقة التي تخاطب بها حلفاءك المقربين، وما زلت أعتبر الدنمارك والولايات المتحدة الأمريكية حليفين مقربين".
وأعرب وزير الخارجية الدنماركي عن تفهمه لحاجة الولايات المتحدة الأمريكية إلى "وجود عسكري أكبر في جرينلاند"، كما أشار إليه فانس، مؤكدًا انفتاح بلاده على الحوار حول هذا الموضوع.
ورغم أن الولايات المتحدة كانت تدير أكثر من 12 منشأة عسكرية في جرينلاند في الماضي، بما في ذلك قاعدة تحت الأرض تعمل بمفاعل نووي صغير، إلا أن القاعدة الوحيدة المتبقية اليوم هي قاعدة بيتوفيك الفضائية.
واختتم راسموسن تصريحاته بالتأكيد على أن كلًا من الدنمارك وجرينلاند منفتحان على مناقشة التعاون العسكري مع واشنطن، مشيرًا إلى تاريخ طويل من التعاون العسكري بين البلدين وعضويتهما المشتركة في حلف شمال الأطلنطي "الناتو".
وأضاف أن الجانبين كانا يعتقدان أن القطب الشمالي سيظل منطقة منخفضة التوتر، لكن هذا الوضع لم يعد قائمًا، قائلًا: "لقد كنا جميعًا نحصد ثمار السلام، لكن الوقت قد تغير".