الأربعاء 30 ابريل 2025

تحقيقات

أستاذ علاقات دولية يوضح دلالات ورسائل زيارة الرئيس الفرنسي لمصر وجولته في خان الخليلي

  • 7-4-2025 | 14:12

جانب من جولة الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي في خان الخليلي

طباعة

أكد الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلاقات الدولية، أن الزيارة الحالية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تحمل العديد من الدلالات السياسية والاستراتيجية، خصوصاً فيما يتعلق بتوقيتها الدقيق والتحديات التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية.

وأوضح الشيمي في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الزيارة تأتي في لحظة تشهد فيها العلاقات الدولية – وخاصة الأوروبية بشكل عام، والفرنسية بشكل خاص – إعادة ترتيب أوراقها في ظل التطورات المتسارعة على الصعيد العالمي، خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقات المتوترة مع الجانب الأمريكي، الذي بات يمثل حليفاً أساسياً وداعماً مباشراً لإسرائيل في المنطقة، مضيفا أن هذا الدعم الأمريكي يُعد أحد أبرز أسباب حالة عدم الاستقرار التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط حالياً، في ظل تعدد الأزمات وتداخلها.

وأشار إلى أن التحديات التي تواجه المنطقة في الوقت الحالي تتنوع ما بين العمليات العسكرية المتصاعدة في قطاع غزة، والاعتداءات المستمرة في الضفة الغربية، بالإضافة إلى التوترات المستمرة في الجنوب اللبناني والداخل السوري، موضحا أن هذه الملفات مجتمعة تُعد من أبرز مظاهر غياب الاستقرار في المنطقة.

وأضاف أن الاشتباكات الأخيرة بين الحوثيين والجانب الإسرائيلي، ومشاركة الولايات المتحدة في ضربات متفرقة ضد الحوثيين في جنوب البحر الأحمر، تُعد مؤشراً آخر على تزايد التصعيد الإقليمي، موضحا أن زيارة ماكرون لمصر قد تحمل في طياتها محاولة مصرية استراتيجية لخلق نوع من التوازن في المشهد الإقليمي، من خلال إشراك أطراف أوروبية فاعلة، وعلى رأسها فرنسا، في معادلة القوى في الشرق الأوسط.

وأوضح أن لمصر مصلحة واضحة في إدخال فرنسا كلاعب أساسي في هذه المرحلة الدقيقة، نظراً لتاريخها الطويل في المنطقة، ودورها المحتمل في كسر حالة الانحياز الأمريكي المتصاعد تجاه إسرائيل، موضحا أن مصر تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تنويع شركائها الدوليين، وتوسيع نطاق التنسيق السياسي والعسكري والاقتصادي، بما يحقق توازناً أفضل في التعامل مع أزمات المنطقة.

ولفت إلى أن لمصر وفرنسا تاريخاً طويلاً من التعاون الثنائي، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والثقافية، وأن هذه الزيارة تأتي تتويجاً لهذا الإرث الطويل من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

وعلى الصعيد العسكري، لفت الدكتور الشيمي النظر إلى المشهد الرمزي اللافت لمرافقة الطائرات الرافال المقاتلة المصرية لطائرة الرئيس الفرنسي عند دخولها الأجواء المصرية أمس، معتبراً أنه يعكس عمق الشراكة العسكرية بين البلدين، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن مصر مستعدة للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية، مهما كانت طبيعتها، رغم أنها تدعو دوماً إلى الاستقرار.

وفي تعليق على الجولة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي ماكرون في منطقة خان الخليلي بوسط القاهرة، أكد الدكتور الشيمي أنها كانت جولة رمزية للغاية، عكست عمق العلاقات الإنسانية والثقافية بين البلدين، مضيفا أن اختيار منطقة خان الخليلي – التي تُعد من أعرق المناطق التاريخية والشعبية – يحمل رسالة قوية تؤكد أن مصر هي ملتقى الحضارات والثقافات، وترحب دائماً بكل ضيوفها وشركائها بعراقة وتاريخ وثقة.

وأشار إلى أن الجولة الرئاسية وسط المواطنين، في منطقة مكتظة بالسكان وفي وقت حيوي، تعكس أيضاً حجم الأمان والاستقرار الذي تنعم به مصر، وهو ما ظهر جلياً في تفاعل المواطنين العفوي مع الحدث، وترحيبهم الكبير بالرئيسين، موضحا أن التغطية الإعلامية الواسعة للجولة من قبل وكالات الأنباء العالمية أكدت صورة مصر كدولة مستقرة وآمنة، قادرة على استقبال كبار قادة العالم بكل فخر وأمان.

وشدد على أن هذه الزيارة تمثل علامة فارقة في العلاقات المصرية الفرنسية، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات متعددة، كذلك تعكس مدى أهمية مصر كقوة إقليمية مركزية تسعى لتحقيق الاستقرار في منطقة تعاني من تصدعات سياسية وأمنية متزايدة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة