دعا كبار مسؤولي الأمم المتحدة، في بيان مشترك اليوم /الثلاثاء/، العالم إلى التحرك العاجل لإنقاذ الفلسطينيين في قطاع غزة، مناشدين قادة العالم التصرف، بحزم وبشكل عاجل وحاسم، لضمان احترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني؛ في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة للشهر الثاني على التوالي.
وحذر رؤساء مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة اليونيسف ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشروعات ووكالة الأونروا (غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية - في البيان- أنه لم تدخل أي إمدادات تجارية أو إنسانية إلى غزة منذ أكثر من شهر، تاركةً أكثر من 2.1 مليون نسمة يعانون من الحصار والقصف والجوع مرة أخرى.
وأضافوا أنه في الوقت الذي تتكدس فيه المساعدات الأساسية من المواد الغذائية والأدوية والوقود وإمدادات المأوى عند نقاط العبور، لا تزال المعدات الحيوية عالقة.
وقال المسؤولون إنه في أعقاب انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار، أفادت التقارير بمقتل أو إصابة ما يزيد عن 1000 طفل في غضون أسبوع واحد فقط، وهو أعلى عدد من الأطفال الذين قُتلوا في أي أسبوع آخر في غزة خلال العام الماضي.
وقبل بضعة أيام فقط، أُجبرت المخابز الـ25 التي كانت تحظى بدعم من برنامج الأغذية العالمي خلال فترة وقف إطلاق النار على الإغلاق بسبب شحّ الدقيق وغاز الطهي.
ووفقا للبيان، يرزح النظام الصحي المتدهور بالفعل تحت وطأة الضغوطات الهائلة؛ إذ صارت الإمدادات الطبية الأساسية ومستلزمات علاج الإصابات البليغة تنفد بسرعة، مما يهدد بالتراجع عن التقدم الذي تم إحرازه بشق الأنفس في سبيل الحفاظ على استمرار عمل النظام الصحي.
وأوضح مسؤولو الأمم المتحدة أن وقف إطلاق النار الأخير أتاح أن نحقق في 60 يومًا ما منعنا القصف والعراقيل وعمليات النهب من تحقيقه خلال 470 يومًا من الحرب وهو وصول الإمدادات المنقذة للحياة إلى كل جزء من غزة تقريبًا؛ وفي حين أن ذلك قد وفر فترة راحة قصيرة، إلا أن الادعاءات بأن هناك الآن ما يكفي من الغذاء لإطعام جميع الفلسطينيين في غزة بعيدة كل البعد عن الواقع. فالسلع الأساسية آخذة في الانخفاض بشكل خطير، والوضع مستمر في التدهور.
وقال المسؤولون: "نشهد أعمالاً حربية في غزة تعكس استخفافًا صارخًا بحياة البشر. لقد أجبرت الأوامر الإسرائيلية الجديدة بالتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار مرة أخرى دون وجود مكان آمن للذهاب إليه. ولا أحد في أمان. فمنذ شهر أكتوبر 2023، قُتل ما لا يقل عن 408 من العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم أكثر من 280 من موظفي الأونروا".
وشددوا على أنه يجب حماية المدنيين وتيسير وصول المساعدات وإطلاق سراح الرهائن وتجديد وقف إطلاق النار.
وقع البيان كل من توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، وكاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، وخورخي موريرا دا سيلفا، المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشروعات، وفيليب لازاريني المفوض العام للأونروا، وسيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، والدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
يُذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تغلق المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واختراق إسرائيل له بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وإعادة التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة.. كما تمنع سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى القطاع، ولا تزال مئات الشاحنات مصطفة على جانبي طريق (رفح ــ العريش) منذ أول شهر رمضان الماضي في انتظار الدخول للقطاع.
وكان قد تم الإعلان يوم (الأربعاء 15 يناير 2025م) عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة "حماس" والعودة إلى الهدوء المستدام على أن ينفذ على ثلاث مراحل؛ بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية؛ ليبدأ سريان الاتفاق اعتبارًا من يوم الأحد (19 يناير 2025م)..وانتهت المرحلة الأولى بعد 42 يومًا منذ بدء سريان الاتفاق دون التوصل لاتفاق بتثبيت وقف إطلاق النار أو هدنة، وتجري حاليا بجهود الوسطاء مفاوضات من أجل العودة للهدنة ووقف الحرب على غزة.