رغم تحريك أسعار الوقود، لا تزال الفجوة قائمة، والدعم الحكومي مستمر، هذا ما كشفه الدكتور أحمد شوقي، الخبير الاقتصادي، مؤكدًا أن "الدولة لا تبيع المحروقات بأنواعها بالأسعار العالمية الحقيقية، بل تتحمل الجزء الأكبر من التكلفة عبر منظومة دعم تهدف إلى الحفاظ على استقرار السوق المحلي".
التقرير التالي يرصد تفاصيل الأسعار الجديدة، وأسباب اتخاذ هذا القرار، ومدى تأثيره على المواطنين، في ظل استمرار تقلبات السوق العالمي والتوترات الاقتصادية التي تلقي بظلالها على سوق الطاقة في مصر والعالم.
وأوضح الدكتور أحمد شوقي، الخبير الاقتصادي، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن سعر خام برنت في الأسواق العالمية يبلغ نحو 83 دولارا، بينما تعمل الدولة على إبرام عقود مع مؤسسات وشركات مختلفة لتأمين احتياجاتها من المحروقات وجلبها إلى مصر.
وأضاف شوقي أن بيع السولار للمواطنين يتم بأسعار تقل عن تكلفته الفعلية، وهو ما يتطلب من الدولة أن تدفع من خزانتها لدعم هذه الأسعار.
وتابع أن الأموال التي كانت تخصص سابقا لدعم البنزين، يمكن أن يتم توجيهها إلى قطاعات أكثر إنتاجية، مثل الاستثمار، وسداد أقساط الديون، وتنشيط التجارة، وإحياء الزراعة والصناعة.
وشدد على ضرورة فرض رقابة صارمة على الأسواق، مشيراً إلى أن البضائع المستوردة تمر بعدة مراحل قبل أن تصل إلى المستهلك، مما قد يتسبب في زيادة الأسعار بشكل غير مبرر، ودعا إلى تخفيض سعر الفائدة كإحدى الوسائل للتحكم في التضخم، إلى جانب توجيه الدعم بشكل أكثر دقة للسلع والمنتجات الأساسية.
أسعار البنزين اليوم في مصر
وعن أسعار البنزين اليوم في مصر، فقد أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، تحريك أسعار البنزين بأنواعه، والسولار، والمازوت الصناعي، بالإضافة إلى الغاز لمصانع الطوب وأسطوانات البوتاجاز المنزلي، حيث قررت الحكومة تقليص الدعم بشكل تدريجي.
ونوهت وزارة البترول والثروة المعدنية اليوم، أنه وطبقا للزيادات السعرية الأخيرة بالمنتجات البترولية، فلا يزال هناك فجوة في سعر التكلفة وسعر البيع، وذلك نتيجة الزيادة الكبيرة في التكاليف والتي لم تستوعبها تلك الزيادات بعد.
- بنزين 95: 19 جنيهًا للتر
- بنزين 92: 17.25 جنيهًا للتر
- بنزين 80: 15.75 جنيهًا للتر
- السولار: 15.5 جنيهًا للتر
- الكيروسين: 15.5 جنيهًا للتر
- المازوت للصناعات: 10500 جنيهًا للطن
- أسطوانة البوتاجاز المنزلي (12.5 كجم): 200 جنيه
- الأسطوانة التجارية: 400 جنيه
- الغاز الصب: 16000 جنيه للطن
- الغاز لقمائن الطوب: 210 جنيهًا للمليون وحدة حرارية
كم تتحمل الدولة لدعم المواد البترولية؟
وأوضحت وزارة البترول والثروة المعدنية، أن الدولة مازالت تدعم المواطن، بتوجيه الجزء الأكبر من الدعم لها إلى منتجات السولار والبوتاجاز، والبنزين خاصة، 80 و 92، فضلا عن أن الدولة تقوم باستيراد حوالي 40% من كمية الاستهلاك لمنتج السولار، و50 : من كميات استهلاك البوتاجاز، و25 % من استهلاك البنزين، وأن الأسعار المعلنة نتيجة الدعم اليومي التي تتحمله الدولة لتلك المنتجات.
سعر خام برنت عالميا
وأوضحت وزارة البترول، أنه وبالرغم من انخفاض سعر خام برنت، والأسعار العالمية للمشتقات البترولية عالميا، في الفترة الأخيرة، إلا أن ذلك الانخفاض أدى إلى انخفاض لتر السولار والتي تقدر بنحو 40 قرشا فقط، وبالتالي يوجد فجوة سعرية بين سعر البيع والتكلفة، فضلا عن التقلبات في الأسواق العالمية مع عدم استقرار أسعار المنتجات البترولية نتيجة الصراعات والتوترات الجيوسياسية والاقتصادية، وأشارت إلى أنه لن يتم دراسة اي تغيرات في الأسعار الحالية إلا بعد 6 أشهر مقبلة أي في شهر أكتوبر المقبل.
وفي سياق متصل، تعمل الوزارة لزيادة الانتاج المحلي وتقديم عدة حزم تحفيزية لشركاء الانتاج بهدف تعظيم إنتاج السوق المحلي لتقليل الفاتورة الاستيرادية والتكلفة الكلية للمنتجات.