ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مدفوعة بصعود الأوقية في البورصة العالمية، في ظل تراجع الدولار وزيادة الإقبال على الملاذات الآمنة، وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفعت بقيمة 10 جنيهات مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 4630 جنيهًا، بينما صعدت الأوقية بنحو 11 دولارًا لتسجل 3222 دولارًا.
وأضاف أن سعر جرام الذهب عيار 24 سجل 5291 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3969 جنيهًا، في حين سجل عيار 14 نحو 3087 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب مستوى 37040 جنيهًا.
ارتفاع جديد بعد تراجع الأمس
وتراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات أمس الإثنين بقيمة 45 جنيهًا، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4665 جنيهًا، واختتمها عند 4620 جنيهًا، كما تراجعت الأوقية عالميًا بقيمة 27 دولارًا، من 3238 دولارًا إلى 3211 دولارًا.
وأوضح إمبابي أن الأسعار عاودت الارتفاع اليوم بدعم من صعود الأوقية عالميًا وارتفاع سعر صرف الدولار محليًا متجاوزًا 51 جنيهًا، إلى جانب تحسن الطلب على الذهب بالسوق المحلي.
توترات تجارية وتراجع الثقة في الدولار
وأكد إمبابي أن التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، إلى جانب رهانات خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تدفع المستثمرين نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، مشيرًا إلى أن ضعف الدولار يعزز من جاذبية الذهب كخيار بديل.
ولفت إلى أن تزايد الإقبال على الذهب يعكس تآكلًا تدريجيًا في مكانة الدولار كأصل آمن، وهو ما تؤكده التدفقات القوية الأخيرة إلى أكبر صندوق متداول للذهب في العالم.
تصعيد تجاري وأثره على السياسة النقدية
وأشار إمبابي إلى تصاعد وتيرة الحرب التجارية، بعد أن رفعت الصين الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 125%، ردًا على رفع واشنطن الرسوم على الواردات الصينية إلى 145%، ما يزيد من مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وأوضح أن هذه الضبابية الاقتصادية قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى تبني سياسة تيسير نقدي أكثر مرونة، مع توقعات الأسواق بخفض الفائدة ثلاث مرات على الأقل خلال عام 2025، وهو ما قد يعزز من استمرار الطلب المرتفع على الذهب.
توقعات الفيدرالي ومخاوف التضخم
وفي سياق متصل، قال كريستوفر والر، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، إن تأثير الرسوم الجمركية الأخيرة سيكون "مؤقتًا"، وهو مصطلح أعاد إلى الأذهان الانتقادات السابقة للبنك المركزي خلال موجة التضخم الأخيرة.
وتترقب الأسواق خلال الأسبوع الجاري تصريحات عدد من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، من بينهم رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، يوم الأربعاء، والتي من المتوقع أن تقدم رؤية أوضح بشأن كيفية تعامل البنك المركزي مع مخاطر التضخم المرتبطة بالحرب التجارية خلال النصف الثاني من العام الجاري.