ما تزال الدعوات المطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة على حساب تحرير المحتجزين لدى حركة حماس تتصاعد في الداخل العبري، وذلك في ظل التيقن أن الحكومة التي يتزعمها بنيامين نتنياهو لا تعمل إلا لصالح مصالحها السياسية والشخصية، مما يدفع البلاد نحو تكبد المزيد من الخسائر.
الاحتاجات تتصاعد
تواصل تصاعد الاحتجاجات في الداخل العبري المطالبة بتحرير المحتجزين لدى حركة حماس، ولو على حساب وقف الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث ارتفع عدد هؤلاء إلى أكثر من 128 ألفًا، في حين بلغ عدد العرائض التي تتضمن هذه المطالبات 47 عريضة، حسب ما أفاد به موقع "عودة إسرائيل".
وينادي بهذا عسكريون في وحدات عسكرية إسرائيلية ومدنيون، هم الغالبية العظمى من الموقعين، حسب ما تظهر العرائض الموقعة.
ويؤكد الموقعون، لا سيما العسكريون، أن استمرار الحرب في قطاع غزة يخدم مصالح سياسية وشخصية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وليس أهدافًا أمنية، وأن استمرار القتال لن يحقق أيًا من أهدافها المُعلنة، بل سيؤدي إلى وفاة الأسرى، فضلًا عن جنود ومدنيين أبرياء.
لكن من الواضح أن نتنياهو وحكومته لا يبدون أي اكتراث من جانبهم لهذه الدعوات، حيث يتضح ذلك من خلال توجههم نحو التصعيد في غزة، لا التهدئة.
وفي معرض رده على هذه الدعوات، قال نتنياهو، إن هذه الدعوات "بمبادرة جمعيات تتلقى تمويلًا أجنبيًا، وهدفها إسقاط حكومته، وهذا لم يحشد ضده، ولم ينجح"، حسب قوله.
ومن الحكومة، دعا وزراء متطرفون إلى مواصلة حرب الإبادة ضد قطاع غزة حتى تحقيق كافة أهدافهم -على حد زعمهم- متجاهلين الرغبة الشعبية في تحقيق التهدئة على حساب تحرير المحتجزين لدى حركة حماس.
حيث دعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أمس، إلى تكثيف القتال حتى احتلال كامل قطاع غزة، وتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة من أجل إعادة توطينهم في دول أخرى.
وأكد وزير المالية الإسرائيلي، أن "بلاده لن تخضع لحركة حماس، ولن تنهي الحرب دون تحقيق نصر كامل وتنفيذ كافة أهدافها، والتي تشمل القضاء التام على حماس وإعادة جميع الأسرى"، على حد وصفه.
بينما أكد وزير الأمن القومي، إيتمار بن جفير، في ذات الوقت، أن "حماس لن تُملي الشروط، بل ستخضع لها، لا صفقة، لا وقف إطلاق نار، ولا مساعدات، فقط استمرار القتال حتى إخضاعهم في غزة"، حسب قوله.
وتتعارض دعوات استمرار الحرب في قطاع غزة مع ما يريده معظم الإسرائيليين بشكل عام، حيث أظهر استطلاع رأي نشرت نتائجه 62 بالمائة من الإسرائيليين يدعمون التوصل إلى صفقة يُطلق بموجبها عن سراح جميع الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس دفعة واحدة، مقابل وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
هذا، وأعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، أنها ستنظم، غدًا السبت، عشرات الفعاليات والمظاهرات في أنحاء البلاد للمطالبة بعودة ذويهم، كاشفة أن المظاهرة الرئيسية ستكون في تل أبيب.
مستعدون لصفقة شاملة
يتواصل ذلك، بعد أن أكدت حركة حماس استعدادها للبدء الفوري بـ"مفاوضات شاملة" مع إسرائيل لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي دأب على التنصل من أي اتفاق من شأنه أن يفضي إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة، خشية أن يدفع ذلك نحو إسقاط الحكومة التي يترأسها.
وعلى هذا الاعتبار، يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي العراقيل أمام أي مساعي تستهدف إنهاء الحرب على غزة، حيث قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين بنيران الإسرائيلية.