قال الكاتب الأمريكي، ديفيد إجناتيوس، في مقال نشره بصحيفة (واشنطن بوست) إن شعورالرئيس دونالد ترامب بالإحباط لعدم قدرته على إبرام اتفاق سلام سريع بين روسيا وأوكرانيا دفعه للتهديد بالانسحاب من مفاوضات السلام إذا لم تتوصل كييف وموسكو إلى تسوية قريبًا.
وأشار إجناتيوس إلى أن نفاد صبر ترامب كان واضحًا عندما ناقش عملية السلام التي تعهد بها خلال حملته الانتخابية في عام 2024، عندما قال أمس "إذا قام أحد الطرفين، لأي سبب كان، بجعل الأمر شاقا للغاية، فسنقول ببساطة: أنتم حمقى. أنتم حمقى. أنتم أشخاص فظيعون، وسنتجاوز الأمر.. لكن نأمل أن لا نُضطر إلى القيام بذلك".
وبحسب الكاتب الأمريكي،عززت تصريحات ترامب تحذير وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، حيث قال، أمس الجمعة، إن ترامب قد "ينسحب" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريبًا، موضحًا أن الرئيس الأمريكي سيقرر في غضون أيام ما إذا كان الاتفاق قابلًا للتنفيذ.
ومن جهته، استخدم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، لهجة متفائلة حول الوصول لاتفاق سلام، إذ قال "نشعر بالتفاؤل بأننا قادرون على إنهاء هذه الحرب الوحشية"، لافتًا إلى أن ترامب أيضًا لا زال يرى فرصة جيدة لحل الأزمة.
ويرى إجناتيوس أن نبرة التفاؤل هذه قد تعكس أمل الإدارة الأمريكية في أن تتمكن من الضغط على أوكرانيا للتوصل إلى تسوية الآن أو عدم التوصل لها على الإطلاق .
وأشار إجناتيوس إلى أن خطوات ترامب الجنونية خلال أول مائة يوم في ولايته الثانية خلقت نسخة البيت الأبيض من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، موضحًا أن ترامب يصدر بصفة يومية قرارات صارمة بشأن الرسوم الجمركية والمهاجرين وشركات المحاماة والجامعات والقضاة الفيدراليين والوكالات الفيدرالية، بينما يتصارع مبعوثوه الدبلوماسيون مع روسيا وإيران وغزة.
وفي غضون ذلك، يبدو أن الالتزام بإنهاء الحرب قد تلاشى، حتى بعدما أدرك ترامب أن 2500 جندي يموتون أسبوعيًا فيما وصفه أمس الجمعة ب"معركة شرسة".
ويعتقد الكاتب الأمريكي أن أوكرانيا لا تعد مشكلة يمكن حلها في يوم واحد، بل تتطلب جهودًا دبلوماسية منهجية وضغطًا على روسيا.
وقالت عدة مصادر مطلعة على المحادثات للكاتب الأمريكي إن المأزق الأساسي الذي يواجه ترامب ومفاوضيه هو رفض روسيا تقديم أي تنازلات بشأن القضايا الرئيسية، حيث تحدث المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، لأكثر من 4 ساعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الشهر الجاري، إلا أن بوتين لم يتخلَ عن مطالبه المتشددة بشأن السيطرة على الأراضي الأوكرانية والهيمنة الأمنية عليها.
وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن تضاؤل اهتمام ترامب بالتوسط في السلام في أوكرانيا هو سبب كبير يدفع حلفاء أمريكا في أوروبا وآسيا للتشكك بشكل متزايد في مدى مصداقية الحماية الأمنية الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ويتكوف قدم الخميس الماضي إلى القادة الأوكرانيين والأوروبيين إطارًا تفاوضيًا عقب اجتماعه مع بوتين، ولكنه تضمن تقديم الكثير من التنازلات لموسكو بشأن القضايا الأمنية لدرجة أن المسؤولين الأوكرانيين والأوروبيين رفضوا، حسبما أخبرت مصادر الكاتب الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماعًا جديدًا سيعقد بين مسئولين أمريكيين وأوكرانيين وأوروبيين في لندن خلال الأسبوع الجاري، موضحةً أنه سيصعب على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تصديق شروط الاتفاق الحالية التي وضعها ويتكوف، ولكن نقطة التفاوض الحاسمة هي أن الاتفاق لا يبدو أنه سيضم ضمانات أمنية مدعومة من الولايات المتحدة.