الجمعة 2 مايو 2025

تحقيقات

مصر والسودان علاقات استراتيجية ودعم مستمر.. سياسيون يوضحون أهمية زيارة البرهان للقاهرة| خاص

  • 28-4-2025 | 13:01

الرئيس السيسي والفريق عبد الفتاح البرهان

طباعة
  • أماني محمد

يجري الرئيس عبد الفتاح السيسي، جلسة مباحثات، اليوم، مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، الذي وصل إلى القاهرة، لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي ودعم جهود استعادة الاستقرار والتنمية بالسودان، والتشاور بشأن عدد من القضايا الإقليمية.

وعلى مر السنوات الماضية، عملت مصر على دعم أمن واستقرار السودان، وأكدت دعمها الكامل لمؤسسات الدولة السودانية ومساندتها، وكذلك ضرورة وقف إطلاق النار والحفاظ على وحدة السودان، وسلامته الإقليمية، وحقن دماء الشعب السوداني الشقيق، حيث أكد سياسيون أن القاهرة والخرطوم بينهما علاقات تاريخية وأخوية على مر السنوات وأن زيارة البرهان هي استمرار للتنسيق والتشاور بين القيادة السياسية في البلدين.

استقرار وأمن السودان

ويقول الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الفريق عبدالفتاح البرهان إلى القاهرة تأتي في ضوء العلاقات الأخوية التي تربط بين مصر والسودان، والعلاقات القوية والوثيقة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، موضحا أن هذه الزيارة تندرج تحت ما يسمى بـ"دبلوماسية القمة" أو "الدبلوماسية الرئاسية".

وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المباحثات المرتقبة بين الرئيس السيسي والبرهان، من المتوقع أن يتم خلالها بحث العديد من القضايا المهمة، سواء على مستوى العلاقات الثنائية المصرية السودانية، أو القضايا ذات الاهتمام المشترك، في ظل ما توليه مصر من أهمية كبيرة للتطورات التي تحدث في السودان، وتهتم باستقرار السودان والوصول إلى حلول سلمية للنزاعات القائمة فما يحدث في السودان يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي المصري.

وأوضح أنه من المتوقع أن تشمل المباحثات قضايا أخرى ذات اهتمام مشترك، خصوصًا تطورات القضية الفلسطينية، والأوضاع في المنطقة العربية، وكذلك الملفات الساخنة والتطورات الجارية في أفريقيا، لا سيما في منطقة القرن الأفريقي.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتم خلال الزيارة التوصل إلى توقيع اتفاقات وبروتوكولات مشتركة بين مصر والسودان، بهدف تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية بين الدولتين الشقيقتين في كل المجالات.

وفيما يخص الأزمة السودانية، شدد على أن موقف مصر ثابت في مختلف القضايا والملفات بالمنطقة العربية ومن الأوضاع في السودان، حيث تدعو دائمًا إلى الوصول إلى حلول سلمية للنزاعات القائمة، والحفاظ على وحدة الدولة وإقليمها، ووحدة الجيش النظامي، حتى لا تتاح الفرصة للتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، سواء من أطراف إقليمية أو غيرها، وذلك في إطار سياسة مصر الراسخة في التعامل مع ملفات ومشكلات الإقليم.

دلالات استراتيجية

فيما يقول الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشؤون الأفريقية، إن زيارة الفريق عبدالفتاح البرهان إلى القاهرة تحمل العديد من الدلالات الاستراتيجية على مختلف الصعد والأطر السياسية، سواء فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أو بالوضع الإقليمي المرتبط بالسودان، أو بالسياق المضطرب في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.

وأوضح "قرني"، في تصريح لبوابة "دار الهلال أن الزيارة تعكس عدة محاور رئيسية، أولها تكثيف التنسيقات السياسية والأمنية بين البلدين، وذلك في ضوء فشل مؤتمر لندن في البحث عن مخرج سياسي للأزمة في السودان، وثانيًا إبراز دور القاهرة المحوري في مواجهة سيناريو التقسيم، خاصة بعد إعلان قوات الدعم السريع وحلفائها عن قرب تشكيل حكومة موازية.

وأشار إلى أن المحور الثالث هو بحث ترتيبات جهود القاهرة في ملف إعادة إعمار السودان، استنادًا إلى المباحثات والمفاوضات التي قادتها السفارة المصرية في الخرطوم مع مجلس السيادة السوداني ووزارة التخطيط السودانية، وسط تقارير تشير إلى رغبة السودان في دعم القاهرة لمشروعات إعادة الإعمار، لا سيما في مجالات محطات الكهرباء والسدود والبنية التحتية.

وأكد أن الدور المصري فيما يتعلق بالسودان ليس وليد اللحظة الراهنة، فالعلاقات بين مصر والسودان ترقى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في العديد من المجالات السياسية والأمنية والتنموية، وعلى مدار الفترات المختلفة، بل وحتى عبر مختلف الأنظمة السياسية.

وأوضح أن من أبرز مظاهر هذه الشراكة اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، التي تأسست عقب توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين مصر والسودان، وهي معنية بتأطير مستوى العلاقات في كافة المجالات السياسية والأمنية والتنموية، مؤكدا أن السودان يحتل مرتبة متقدمة في التعاون الاقتصادي المصري مع أفريقيا، حيث يناهز حجم التبادل التجاري بين البلدين المليار دولار، وهو رقم كبير بالنسبة لحجم علاقات مصر الاقتصادية مع دول القارة.

وأضاف أن هناك مشروعات هامة تتعلق بالتكامل الاقتصادي والشراكة بين البلدين، لعل أبرزها ما تم طرحه قبيل الحرب في السودان حول إنشاء خطوط السكك الحديدية بين مصر والسودان، إضافة إلى مشروعات الربط الكهربائي التي تعد أداة مهمة من أدوات التنمية بين الدولتين.

وأكد أن المظلة الأكبر التي تجمع مصر والسودان تتمثل في حجم العلاقات الشعبية المتنامية، مشيرًا إلى الحضور الشعبي الكبير للمواطنين السودانيين في مصر، والذي ترجم بدرجة كبيرة في إنشاء فرع جامعة القاهرة بالخرطوم، الذي كان بمثابة رابط تعليمي وثقافي وتنويري بين البلدين، إلى جانب العديد من المراكز الثقافية والإعلامية التي تساهم في تأطير وتوطيد العلاقات الثقافية والحضارية بينهما.

وشدد على أن العلاقات المصرية السودانية هي علاقات استراتيجية وراسخة سياسيًا وأمنيًا، وأن الدور المصري الراهن في العمل على وقف الحرب في السودان وتسوية الأزمة هناك ليس طارئًا أو وليد اللحظة، موضحا أن الدور المصري تجاه السودان كان واضحًا منذ اللحظة الأولى للحرب في 15 أبريل 2023، حينما أعلنت مصر جملة من المبادئ التي ظلت تؤطر حركتها الخارجية تجاه السودان حتى الآن.

وأضاف أن هذه المبادئ ارتكزت على الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، والحفاظ على السيادة السودانية ووحدة الدولة، مع رفض أي مشروعات للتقسيم ورفض التدخل الخارجي في الأزمة السودانية.

وأشار إلى أن هذه المواقف التي أعلنتها القاهرة في 15 أبريل 2023 كانت ملمحًا مهمًا من ملامح التحركات العربية والأفريقية الخاصة بالسودان، حيث ترجمت هذه المبادئ إلى رفض عربي وأفريقي ودولي لفكرة الحكومة الموازية في السودان، وتحذير المجتمع الدولي والأفريقي والعربي من أن الحكومة الموازية قد تكون مقدمة لتقسيم السودان.

وأكد أن الموقف المصري القوي الداعم لوحدة السودان، ولسيادته، ورافضًا للتقسيم، كان له دور واضح في توجيه الرأي العام الأفريقي والدولي تجاه هذه القضية، مضيفا أن هذا هو أحد المواقف السياسية المهمة التي تقف بها القاهرة بجانب الخرطوم في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ السودان السياسي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة