الثلاثاء 29 ابريل 2025

ثقافة

ديوان العرب| شق الصباحُ غلالةَ الظَلْماءِ.. قصيدة ابن قلاقس

  • 29-4-2025 | 08:05

ابن قلاقس

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تعد قصيدة «شق الصباحُ غلالةَ الظَلْماءِ»، للشاعر ابن قلاقس، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

 

ابن قلاقس شاعر نبيل، من العصر الأندلسي، ومن كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء، وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية.

 

وتعتبر قصيدة «شق الصباحُ غلالةَ الظَلْماءِ»، من أبرز ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 33 بيتًا، علاوة على تميز شعر ابن قلاقس، بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.

 

 

نص قصيدة «شق الصباحُ غلالةَ الظَلْماءِ»:

شق الصباحُ غلالةَ الظَلْماءِ

وانحلّ عِقْدُ كواكبِ الجوزاءِ

وتكلّلت تيجانُ أزهارِ الرُبى

بغرائب من لؤلؤ الأنداءِ

وجرى النسيمُ فجرّ فضلَ ردائه

متحرّشاً بمساقطِ الأنواءِ

وعَلا الحَمامُ على منابرِ أيكةٍ

يُبْدي فصحةَ ألسُنِ الخُطَباءِ

ودَعا وقد رقّ الهواءُ منمّق ال

سربالِ طابتْ زهرةُ الصهْباءِ

لو لم يكن ملكُ الطيورِ لما انثَني

بالتاجِ يَمشي مشيةَ الخُيَلاءِ

فاشربتْ معتّقةَ الطِلا صِرْفاً على

رقْصِ الغُصونِ ورنّةِ المكّاءِ

تسعى بها خَودٌ كأنّ جبينَها

بدرٌ تشعْشَع في دُجى الظَلْماءِ

من كفِّ وطفاءِ الجفونِ كأنّما

تسعى بنارٍ أُضْرِمَتْ في الماءِ

في سحرِ مقلتِها وخمرةِ ريقِها

شركُ العقولِ وآفةُ الأعضاءِ

يا قاتلَ الله العيونَ فإنها

دائي الذي حُمِّلْتُه ودوائي

يا هذه مَهلاً فلولا أنّني

لا أنثني عن ذمّةٍ ووَفاءِ

لبلغتُ ما أرجو بجدِّ مهنّدٍ

ذرِبٍ وعاملِ صِعْدةٍ سمراءِ

وطرَقْتُ دارَكِ باللوى في معشرٍ

أخذوا شجاعَتَهُم عن الآباءِ

وأبَحْتُ يا أسماءُ معسولَ اللّمى

لهم وورْدَ الوجنةِ الحَمراءِ

لكن ركْبتُ الى السِّلوِّ ولم أقُلْ

أعزِزْ عليّ بفرقةِ الخُلَطاءِ

وأهابَ بي للصبْرِ قسْراً أنني

أبصرتُ مُقتبِلَ الشبابِ ورائي

وسمعتُ من جودِ النفيسِ منادياً

يدعو إليه معشرَ الفُقَراءِ

فشددتُ رحْلَ أنائقٍ لا تشتكي

تعباً على الإدلاجِ والإسراءِ

قد أُغمدتْ أسيافُ ماءٍ في الحَشى

مصقولةٌ تَفْري كِلى البَيْداءِ

فتهلّلت لما حططتُ ببابِه

رَحْلي أسرّةُ أوجهِ السّرّاءِ

وبلوتُ بين يمينِه وجبينِه

أخلاقَ غاديةٍ وبدرِ سماءِ

وأبانَ نشرُ حديثِه وجنانِه

أنفاسَ زهرِ الروضةِ الغنّاءِ

ملأتْ فصاحَتُه وبهجةُ وجهه

أذُنَ المُصيخِ له وعينَ الرائي

كاسٌ من الفِعل الجميلِ وإنّهُ

قمِنٌ به عارٍ من العوراءِ

شرس ولكن فيه لين خلائق

كالدهر جامع شدة ورخاء

متوسّعُ المعروفِ فيّاضُ النّدى

كالغيثِ في عَودٍ وفي إبداء

يزدادُ في الزمن البهيمِ بهاؤه

كالبدرِ جُنحَ الليلةِ الليلاءِ

كشّافُ غمّاءِ الخطوبِ برأيهِ

إنّ السعيدَ مُسدّدُ الآراءِ

نشوانُ من خمرَيْنِ خمرِ مكارمٍ

لا ينثَني عنها وخمرِ حَياءِ

يا بنَ الكرامِ نداءُ مسرورٍ بما

أوتيتَ من متمنّعِ العَلْياءِ

اهنأ بعيدٍ قد حكاكَ فضيلةً

لا بل تجِلُّ إذاً عن النُظَراءِ

لو يستطيعُ إذاً لعُظْمِك عندَه

نُطْقاً أتى في زُمرةِ الشُعَراءِ

أخبار الساعة

الاكثر قراءة