بعد تعرض طفل للتحرش في إحدى مدارس البحيرة، تستعرض بوابة "دار الهلال" مع طبيب نفسي، كيفية تعليم الصغير خصوصية جسده، والآثار النفسية للتحرش، وكيفية تصرف الأم في حال تعرض ابنها لتلك الجريمة.
ومن جهته قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن تعليم الأطفال خصوصية أجسادهم يفضل أن تكون ما بين 3 إلى 5 سنوات، حيث يكون الابن في هذه المرحلة قادرًا على استيعاب المفاهيم البسيطة حول ما يسمح وما لا يسمح به، وذلك من خلال الخطوات الآتية:
-ضرورة تعريف الطفل بالأجزاء الخاصة في جسده بطريقة مبسطة.
- التأكيد على الصغير بأنه لا أحد يحق له رؤية جسده أو لمسه، حتى لو كان شخصًا قريبًا من العائلة.
- من الممكن استخدام القصص التفاعلية والرسوم التوضيحية كوسيلة فعالة لتعليم هذه المبادئ داخل المنزل، بعيدًا عن أسلوب التخويف أو الترهيب، بل بأسلوب حكيم وهادىء يجعل الطفل يشعر بالفخر بجسده وبحقه في حمايته.
وأضاف استشاري الطب النفسي، أن تكرار حوادث التحرش بالطفل قد تؤدي إلى انحرافات سلوكية أو جنسية لاحقًا، خاصة إذا لم يتم التدخل النفسي السليم في الوقت المناسب، وخاصة لدى الأبناء الذين يعيشون حرمانًا عاطفيًا أو توترًا في العلاقة مع أحد الوالدين، خصوصًا الأب، ففي بعض الحالات، قد يلجأ الولد إلى تكرار التجربة التي مر بها كرد فعل تعويضي، وقد يتطور الأمر إلى اضطرابات في الهوية أو ميول غير سوية، ليس بدافع الرغبة الجنسية بل للهروب من الألم المرتبط بجسده الذي أصبح يراه سببًا في معاناته، فضلا عن شعوره بالاكتئاب والحزن الشديد وغيرها من الاضطرابات النفسية الأخرى.
وقدم مجموعة من النصائح الهامة، التي على الأم إتباعها في حال تعرض طفلها للتحرش، وأجملها في النقاط الآتية:
-من الضروري أن تتعامل الأم مع الموقف بحكمة وهدوء، وألا تظهر علامات الصدمة أو الغضب أمام الطفل، حتى لا يشعر بالذنب أو الخوف من الحديث.
-أن تبدأ بالاستماع الجيد للطفل، وطمأنته بأنه ليس مخطئًا، ثم توثيق ما قاله بدقة.
- يجب أن تعرض الحالة فورًا على الطب النفسي لتقديم الدعم العلاجي اللازم، خصوصًا إذا كان الطفل في سن الحضانة، حيث تكون الذاكرة في هذه المرحلة مرنة لكن قابلة للبرمجة السلبية إذا لم تتم معالجتها بشكل صحيح.
- يجب اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتحرش دون تردد، لحماية الطفل ومنع تكرار الجريمة مع آخرين.