الإثنين 5 مايو 2025

فن

منتدى "نوت" يناقش التمكين وقضايا الغارمات بمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة

  • 4-5-2025 | 17:15

ندوة نوت المرأة

طباعة
  • ياسمين محمد

عقد منتدى نوت لقضايا المرأة ندوة، الأحد، لمناقشة التحديات التي تواجه المرأة في المجتمع المصري، ضمن مشروع تعزيز وحماية حقوق النساء، تحت  شعار "نجوم من أجل التغيير"، بحضور الدكتورة ميرفت التلاوي، رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، والدكتورة عزة كامل، رئيسة منتدى نوت. 
واستضاف المنتدى المستشارة أمل عمار، رئيس المجلس القومي للمرأة التي بدأت حديثها قائلة: يسعدني أن أكون بينكم اليوم في الدورة التاسعة لمهرجان أسوان ومنتدى نوت، وأشادت باسم المنتدى "نوت" لأنه رمز يمثل دور المرأة ومكانتها في المجتمع.
وأضافت رئيسة المجلس القومي للمرأة: "استطاع منتدى نوت أن يرسخ مكانة المرأة محليا وإقليميا ومحليا، فهو يجمع بين النساء من جميع أنحاء الجمهورية والعالم بأسره إلى جانب الحوار الحر والبناء بين الحضور وهو نموذج ملهم لتوظيف القوى الناعمة من فن وثقافة لتشكيل بعد جديد لقضايا المرأة وتصحيح الصورة النمطية، ويفتح آفاقا أوسع لمشاركة المرأة في مسيرة التنمية، لذلك أتوجه بالشكر لمنتدى نوت وكل من ساهم فيه خلال السنوات الماضية ولكل من ساهم في قضايا المرأة بصناعة السينما". 
ووجهت المستشارة أمل عمار التحية للسفيرة ميرفت التلاوي، بمناسبة مرور 25 عاما على إنشاء المجلس القومي للمرأة.
وقالت الدكتورة عزة كامل إن منتدى نوت أحياه ودعمه أهل أسوان نساؤها ورجالها، حيث حرصوا على التفاعل مع كل ما يخص مجتمع الجنوب من خلال الكوادر المهمة التي تعبر عن أسوان وعن جهود المجتمع المدني.
وطالبت رئيسة مؤسسة نساء الجنوب بضرورة التمكين الاقتصادي للمرأة، من خلال دعم المشغولات اليدوية والحرف التقليدية لتكون متواجدة بشكل موسع ويتم تسويقها وترويجها بشكل كبير لتمكين المرأة اقتصاديا. 
فيما طالبت إحدى الحاضرات بالتمكين الفني للمرأة عن طريق صناعة السينما بدعم وتوجيه من المجلس القومي للمرأة، للتعبير عن قضايا المرأة فنيا من خلال الحكي والموسيقى والفنون المختلفة.
وأشارت إحدى السيدات إلى ضروة التمكين القانوني للمرأة، من خلال تنفيذ الأحكام والقضايا التي تحصل عليها المرأة ولا تجد من ينفذها بالنفقة أو بالتمكين من منزل الزوجية للحضانة أو غيرها، فيما تحدث أخرى عن التمكين الفني أو طرح قضايا المرأة في الفنون المختلفة، وتناولت مداخلة أخرى عن التمكين الاقتصادي للمرأة.
وهو ما ردت عليه المستشارة أمل عمار بأن التمكين الاقتصادي للنساء يجب أن يبدأ من الرقم القومي، من خلال التشبيك والتسويق مع المؤسسات القانونية المختلفة، ولفتت إلى تخصيص محافظ أسوان مكاناً لتسويق المنتجات المصرية التي تقدمها النساء ضمن مبادرات  يدعمها المجلس القومي للمرأة. 
وعن دعم الفنون لقضايا المرأة، قالت رئيسة المجلس القومي للمرأة إن هناك لجنة للفنون برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وطلبت خطة للتمكين الفني ووعدت بمناقشتها والعمل على تنفيذها. 
وعن التمكين القانوني للمرأة قالت إنه ربما تكون هناك عقبات في تنفيذ الأحكام، لكن في مركز شكاوى المرأة تأتي العديد من الشكاوي، لكن للأسف يكون المدانون كثيري التنقل والترحال فلا يجدونه في المكان المحدد له وفق الوثائق الرسمية، ولكن في إطار الرقمنة داخل المحاكم ستكون كل مراحل الدعاوى مميكنة ويمكن الوصول للمحكوم عليه وتنفيذ الحكم، خصوصا بعد الإجراءات والقوانين الجديدة بخصوص ربط الأحكام بالتمتع بخدمات الدولة، فحتى لو انفصل الأبوين هناك أطفال يحتاجون للنفقة والالتزامات المادية المختلفة. 
 فاطمة بين السينما والواقع
وتحت اسم "فاطمة بين السينما والواقع" قدمت مؤسسة مصر للخير ندوة، تضمنت عرض فيلم تسجيلي بعنوان "فاطمة"، من إنتاج برنامج الغارمين، وهو سيناريو وإخراج مهند دياب، وإنتاج برنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير، ويرصد قصة سيدة تدعى سعيدة قامت بتبني طفلة اسمها فاطمة وربتها هي وزوجها لتساعدهم حين يكبرون، وبالفعل نجحت الفتاة وتفوقت في دراستها ومات والدها بالتبني وجاء ابنه من زيجة أخرى ليأخذ نصيبه في المنزل وهو البيت المبني بالفعل، فيما ترك نصيب زوجته وابنته المتبناه في الحوش الفارغ، فحصلت سعيدة على قرض وبنت بيتا لفاطمة وتعثرت في سداد القرض، وقامت مؤسسة مصر الخير بسداد القرض عن والدة فاطمة ضمن برنامج الغارمات.
وتحدث رئيس مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة السيناريست محمد عبد الخالق، عن أزمة السينما ومنها أنها ليست لديها جسور حقيقية مع المجتمع، وقال إن سينما المرأة تعمل على تقديم القضايا من خلال القوى الناعمة وصناعة السينما، فكيف تمكنت الأجيال المتتالية من تغيير المجتمع، وأضاف: "لدينا سلوكيات وأفكار تحتاج إعادة نظر، وإن كانت المؤسسات المختلفة تعمل على هذا الأمر على الأرض وبالقوانين ، فالمهرجانات يجب أن تقوم بعرض وإنتاج أفلام حول قضايا المرأة، والهدف الرئيسي لدى مصر الخير هو هدف إنساني موجه للغارمات، وعرفت أن هناك برنامج للغارمين، لا نكتفي بالمتابعة للقوانين والقرارات بل يصنع من الفعاليات ما يوثل للمواطن معنى الحقوق ليحدث التغيير المجتمعي".
وتابع: "صناع الأفلام يجب أن يذهبوا للمنابع الحقيقية للأفكار، حين نذهب للدراما الموضوعية التي يعيشها المواطن والسينما المصرية نسوية بالأساس، وكانت آخر نجمتين يتصدرن شباك التذاكر نبيلة عبيد ونادية الجندي، وقدمت نبيلة عبيد العديد من القضايا الاجتماعية المهمة التي تحظى بقبول جماهيري، وحتى في السينما حاليا البطلات والنجمات الجديدات يقدمن أدوارا بارزة لكن قليلا ما نجد أدوار البطولة النسوية مسيطرة.
وقال عبد الخالق إن مؤسسة مصر الخير لديها كنوز، تتمثل في قصص إنسانية ثرية جدا يمكن تناولها سينمائياً، مع المجلس القومي للمرأة فكل هذه الكنوز والقصص الإنسانية يمكن أن تصبح مادة درامية وسينمائية في غاية الثراء، وستلقي الضوء على الواقع المحلي بشكل فني، مشيراً إلى أن الفيلم التجاري سيحتاج إلى دعم مالي يتطلب إنشاء صندوق قومي لدعم الدراما والسينما، لاختيار الأعمال التي تتماشى مع أهداف المؤسسات المختلفة المشاركة في الصندوق ويقوم بتنفيذها، وهو ما يحقق الريادة المصرية مجدداً.
وتحدثت الدكتورة حنان الدرباشي رئيس برنامج الغارمات في مؤسسة مصر الخير عن التوعية القانونية والمالية للغارمين والغارمات، وقالت: "اشتركنا في المهرجان بعد مبادرة للنساء لإعادة دمج الغارمات في المجتمع من خلال السينما". 
وقالت المستشارة أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة، إن المجلس لديه الكثير من القصص لم تطرح سينمائيا ويمكن التفكير في ذلك خلال السنوات المقبلة، ولفتت إلى العديد من القضايا التي تم تحريك القوانين فيها بناء على الأعمال السينمائية مثل ختان الإناث والوصاية على الأبناء وغيرها من القضايا، وأضافت أن إنشاء صندوق صناعة السينما سيتم بحثه من متخصصين فنيين وقانونيين وسيتم العمل عليه ليرى النور، وأشارت إلى توجيهات الرئيس بصناعة دراما هادفة وهو ما يتم العمل عليه حتي لا يتم تشويه صورة المرأة في السينما.
وعادت الدكتورة حنان الدرباشي إلى الحديث عن تعريف الغارمات والغارمين، وقالت إن البرنامج يقوم بمساعدة الغارمين والغارمات وفق محددات معينة وبعيدا عن النمط الاستهلاكي، كما تقوم بالتوعية في المساجد والمؤسسات التعليمية والإعلامية للعمل على فك كرب الغرامات والتعريف والتوعية بهذه القضية المهمة. مؤكدة أن الحالات التي تتصدى لها المؤسسة هي الحالات التي تعرضت لإجراء قانوني مباشر يهددها، بالإضافة إلى معايير أخرى مثل حسن السمعة وعدم الاعتياد على الاستدانة وعدم وجود أملاك لديه.
وعلق مهند دياب مخرج الفيلم عن طريقة صناعة فيلم "فاطمة" وأكد أنه يتوافر فيه قيمة مضافة وأن يكون قابلا للتنفيذ، وقال إنه يحكي القصة بسلاسة ويكشف العلاقات الأسرية التي تربط الجميع، وامتنان الحاجة سعيدة وشعورها بأنها وسط أهلها وأخوتها في مصر الخير، وأشار إلى طريقة الربط بين الفيلم التسجيلي وبين فن السينما الدرامي، وقال إن نظرة الحاجة سعيدة في حد ذاتها بها دراما تخلق منها بطلة حقيقية بقصتها الواقعية.

الاكثر قراءة