من باريس إلى مصر.. كيف صوّر «جيروم» الحضارات العالمية في أعماله؟

تصادف اليوم ذكرى ميلاد جان ليون جيروم  هو أحد أبرز فناني القرن التاسع عشر في فرنسا، عُرف بأسلوبه الأكاديمي الدقيق ولوحاته التي تمزج بين التاريخ والواقعية والأساطير، بالإضافة إلى تصويره للمشاهد الشرقية. 

وُلد جيروم 11 مايو 1824 في مدينة فيزول، في عائلة متوسطة الحال؛ كان والده صائغًا، أظهر اهتمامًا بالفنون منذ صغره، وتلقى دروسًا في الرسم على يد الرسام النيوكلاسيكي كلود باسيلي كارياج. 

في سن السادسة عشرة، انتقل إلى باريس للالتحاق بورشة الفنان بول ديلاروش، الذي أصبح معلمه ورافقه في رحلة إلى إيطاليا بين عامي 1844 و1845،  بعد عودته، التحق بمدرسة الفنون الجميلة (École des Beaux-Arts) ودرس أيضًا في ورشة شارل غليير.

بدأ جيروم مسيرته الفنية بالنجاح في صالون باريس عام 1847، حيث عرض لوحته "مصارعة الديوك" التي نالت إعجاب النقاد،  تميزت أعماله بالدقة التصويرية والاهتمام بالتفاصيل، مما جعله من رواد الفن الأكاديمي.

Pollice Verso (1872): تصور مشهدًا في الكولوسيوم الروماني، حيث يقرر الجمهور مصير المصارع المهزوم.

The Snake Charmer (حوالي 1879): تُظهر فتىً عاريًا يتحكم بثعبان أمام جمهور في قصر شرقي.

Bonaparte Before the Sphinx (1867): تُظهر نابليون بونابرت أمام تمثال أبو الهول في مصر، مما يعكس اهتمام جيروم بالاستشراق.

كما أنتج جيروم العديد من اللوحات التي تصور مشاهد من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثل الأسواق والحمامات والمساجد، مما جعله من أبرز فناني الاستشراق.

بالإضافة إلى الرسم، كان جيروم نحاتًا بارعًا،ـ  من أشهر منحوتاته تمثال "تاناغرا" (1890) الذي يُظهر فنانًا يصنع تمثالًا لراقصة يونانية.

في عام 1864، عُيّن أستاذًا في مدرسة الفنون الجميلة في باريس، حيث درّس أكثر من 2000 طالب خلال أربعة عقود، وكان له تأثير كبير على جيل كامل من الفنانين.

حصل جيروم على العديد من الجوائز، منها: وسام جوقة الشرف الفرنسي. ميداليات في المعارض العالمية. كما كان عضوًا في الأكاديمية الفرنسية للفنون الجميلة.

توفي جيروم في 10 يناير 1904 في باريس، ودفن في مقبرة مونمارتر،  على الرغم من تراجع شعبيته في نهاية حياته بسبب صعود الحركات الفنية الجديدة مثل الانطباعية، إلا أن أعماله لا تزال تُعرض في متاحف كبرى مثل متحف أورسيه في باريس ومتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك.