عمت حالة من الهدوء على الحدود الباكستانية - الهندية بعد أربعة أيام من تبادل الضربات العسكرية بين الجارتين النوويتين، حيث كان الموقف أقرب إلى التحول إلى صراع على نطاق أوسع، غير أن الوساطة الأمريكية نجحت في تدارك الوضع بعد إعلان التوصل إلى اتفاق شامل وفوري لوقف إطلاق النار بين البلدين.
فرحة في باكستان.. وترقب هندي
في باكستان، أعلن رئيس الوزراء، شهباز شريف، أن بلاده ستخصص، اليوم الأحد، لشكر الله -عز وجل- فرحًا بالرد المناسب على الهند ونجاح عملية "البنيان المرصوص" التي أطلقها الجيش ردًا على الاعتداءات الهندية.
واعتبرت باكستان نفسها قد انتصرت في الحرب على الهند، بعد أن ردت على هجماتها بشكل أفضل، وذلك وفقًا لما أعلنه "شريف" عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين حيز التنفيذ، بإعلان من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد رئيس الوزراء، أن بلاده قدمت ردًا ملائمًا على الهند عبر عملية "البنيان المرصوص"، حيث أثبتت تفوقها على كل جبهة، مشيرًا إلى أن إسلام أباد واجهت الهجمات الهندية بمرونة، حيث أظهرت استعدادها الكامل للتعامل مع الوضع.
وفي سياق متصل، أعرب عن أمله في إجراء حوار هادف مع الهند يفضي إلى حل جميع الخلافات العالقة بين البلدين عبر المفاوضات، بما في ذلك قضيتا توزيع الموارد المائية وكشمير.
وفي الهند، عقد رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، اجتماعًا مع قادة الجيش، في ظل حديث عن رصد طائرات بدون طيار في جامو وكشمير حتى بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسلام أباد ونيودلهي، حسب وسائل إعلام هندية.
انتهاك الاتفاق
وفي أعقاب دخول اتفاق وقف إطلاق بين البلدين حيز التنفيذ، أمس السبت، اتهمت الهند، باكستان، بانتهاك الاتفاق بشكل متكرر، وهو ما نفت صحته إسلام أباد.
في المقابل، اتهمت باكستان، الهند، بنفس الاتهام، مؤكدة أن قواتها تتعامل مع الوضع بمسؤولية وضبط نفس، مشيرة إلى أن أي قضية مرتبطة بتنفيذ دقيق لوقف إطلاق النار ينبغي أن تُتناول عبر التواصل من خلال قنوات مناسبة.
وفي خضم ذلك، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، بحدوث تبادل متقطع للنيران بين القوات الباكستانية والهندية في ثلاثة أماكن على طول خط المراقبة في الشطر الباكستاني من كشمير.
كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن أمس السبت، توصل الهند وباكستان إلى اتفاق لوقف شامل وفوري لإطلاق النار، نتيجة وساطة بلاده بين الجارتين النوويتين.
وأكدت الولايات المتحدة، أن الهند وباكستان لم توافقا فحسب على وقف إطلاق النار، بل كذلك على "بدء محادثات حول مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد".
جاء ذلك بعد أسابيع من تزايد حدة التوتر بين البلدين، وذلك على خلفية الحادث الدموي في كشمير، الذي أوقع 26 قتيلًا في منطقة باهالجام التابعة للشطر الهندي من كشمير.
ونفت إسلام أباد أن يكون لها أي صلة بالحادث الدموي، غير أن الهند ارتكبت المحظور الباكستاني، وأعلنت الثلاثاء الماضي إطلاق عملية عسكرية ضد "أهداف" في باكستان وإقليم "آزاد كشمير" المتمتع بحكم ذاتي والخاضع لسيطرتها، ما أسفر عن مقتل 31 شخصًا وإصابة 57 آخرين.
وردًا على ذلك، أطلقت باكستان، عملية "بنيان مرصوص" للرد على الاعتداءات الهندية، حيث استهدفت العديد من المواقع العسكرية داخل الأراضي الهدية.
وبهذا الشكل، كانت الأمور تتجه بين الجارتين النوويتين إلى تصعيد شامل يهدد السلم العالمي، خصوصًا أن كلا البلدين يمتلكان ترسانة من الأسلحة النووية، إلا أن الوساطة الأمريكية نجحت في تدارك الموقف.
حل قضية كشمير
ويُعد موضوع السيطرة على كشمير أحد أبرز النقاط الخلافية بين البلدين، حيث يتنازع كلاهما على الإقليم ذي الأغلبية المسلمة، وذلك منذ استقلالهما في عام 1947.
وفي غضون ذلك، قال الرئيس الأمريكي، إنه سيعمل مع كلا الطرفين لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى حل لقضية كشمير "بعد ألف عام"، حسب قوله.
وتعقيبًا على ذلك، أكدت باكستان، أن أي تسوية عادلة ودائمة لنزاع جامو وكشمير، يجب أن تشمل حق الكشميريين في تقرير المصير، بينما لم تعلق الهند حتى الآن.