حطّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، رحاله في المملكة العربية السعودية، في مستهل جولة خارجية له في الشرق الأوسط، وهي الأولى له منذ تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة في الـ20 من يناير الماضي، ما يعكس بعدًا سياسيًا واستراتيجيًا وراء هذه الزيارة، غير أنه يظل اقتصاديًا بالدرجة الأولى.
الزعيم الأمريكي، الذي من المقرر أن يتوجه لاحقًا إلى قطر والإمارات ضمن جولته في المنطقة، وصف هذه الزيارة بـ"التاريخية"، وذلك في ظل التوقعات التي تشير إلى أنه قد يتمكن من إبرام صفقات تجارية كبرى مع هذه الدول الخليجية.
وبعيدًا عن مليارات الدولارات التي يطمح الرئيس الأمريكي جنيها من وراء هذه الزيارة، توجد العديد من الملفات الساخنة المتصلة بالشرق الأوسط في حقيبة ترامب، يتقدمها الأوضاع في قطاع غزة الفلسطيني، حيث تستمر حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكثر من 19 شهرًا.
ويرى مراقبون، أن زيارة الرئيس دونالد ترامب، إلى منطقة، محورية فيما يتعلق باستقرار الشرق الأوسط، حيث إن فشلها قد يتركه مشتعلًا -كما هو- لفترة طويلة.
ملف غزة
تطورات لافتة طرأت في قطاع غزة قبل زيارة دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، حيث تم الكشف عن اتصالات مباشرة أجرتها الولايات المتحدة مع حركة حماس، في إطار محاولات إنهاء الحرب عبر التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وعكست هذه الاتصالات رغبة جادة من الولايات المتحدة في إنهاء الحرب في غزة، خصوصًا بعد أن تبيّن لها أن استمرارها لا يخدم مساعي تحرير المحتجزين لدى حركة حماس، الذين هم أولوية بالنسبة لها.
وتزامن مع تواتر العديد من الأنباء التي تشير إلى أن الكيل قد فاض عند الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد أن تأكد أنه يتلاعب به.
في غضون ذلك، يتوقع أن يكشف الرئيس الأمريكي في جولته هذه عن خطة تؤدي إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة فورًا، بدعم من الدول العربية، التي تريد ذلك أيضًا.
وإن لم يحدث ذلك، فعلى الأقل، سيقدم خطة يتسنى من خلالها إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية إلى قطاع غزة، الذي تفرض عليه إسرائيل حصارًا كاملًا منذ تاريخ الثاني من مارس الماضي.
العقوبات على سوريا
قبل التوجه إلى المملكة العربية السعودية مباشرة، لوح الرئيس دونالد ترامب بإمكان تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا في عهد نظام "المخوع" بشار الأسد لتمكينها من تحقيق "انطلاقة جديدة".
في المقابل، رحبت سوريا بتصريحات الرئيس الأميركي هذه، باعتبارها خطوة مشجعة نحو إنهاء معاناة الشعب السوري منذ سنوات، نظرًا لأنها تعيق جهود التعافي الوطني.
وفي ظل تقارب العلاقات السورية - الخليجية، فإنه من المتوقع أن تُثار هذه القضية في خضم زيارة ترامب إلى المنطقة، بل من الممكن أن يُعلن من هناك عن تخفيف هذه العقوبات، لا سيما أن إحدى محطات ترامب في المنطقة، وهي قطر، أكدت أن قدرة الحكومة الجديدة على المضي قدمًا أصبحت محدودة للغاية بسبب العقوبات التي تخضع لها.
مفاوضات النووي الإيراني
منذ شهر، تجري الولايات المتحدة مفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، في محاولة منها للتوصل مع طهران إلى اتفاق يحول دون امتلاكها سلاحًا نوويًا، وإن لم يحدث ذلك عبر الدبلوماسية، فإنها تلوح باستخدام العمل العسكري.
دول الخليج بدورها ليست بمعزل عن هذه المفاوضات، حيث أكدت على ضرورة أن يُفضي الإطار التفاوضي إلى إبرام اتفاق في هذا السياق بين البلدين، في أسرع وقت ممكن.
وقامت إيران هذا الأسبوع بإيفاد وزيرة خارجيتها، عباس عراقجي، الذي يتولى قيادة مفاوضات الملف النووي مع واشنطن، في زيارة إلى المملكة العربية السعودية وقطر، محاولةً خلق موقف داعم لها من هذه الدول أمام الرئيس دونالد ترامب.