وسط منعطف تاريخي تمر به منطقتنا العربية، تحتضن العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، القمة العربية بدورتها الـ34، بمشاركة قادة وملوك ورؤساء حكومات من 22 دولة عربية، من بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، فضلًا عن حضور رؤساء منظمات دولية وأممية، وذلك لمناقشة ملفات محورية، لا سيما فيما يتصل بالأمن القومي العربي، في ضوء المخاطر الراهنة.
ملفات القمة
ويشهد اليوم السبت عقد ثلاث قمم: الأولى صباحًا على مستوى القادة والملوك والرؤساء، والثانية بعد الظهر لمناقشة القضايا الاقتصادية والتنموية، والثالثة مساءً لآلية التعاون الثلاثي بين قادة العراق ومصر والأردن.
وبدورها، أعدت العراق 18 مبادرة من المقرر أن يتم طرحها خلال هذه القمم الثلاثة، بما فيها واحدة تتضمن اقتراحًا لإنشاء صندوق عربي لإعادة إعمار غزة ولبنان.
وقد أكدت العراق في هذا السياق دعمها للخطة المقدمة من مصر لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير للفلسطينيين، والتي أقرّتها القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة يوم الرابع من مارس الماضي، مرحبة بعقد المؤتمر الدولي في القاهرة لإعادة الإعمار.
والجدير بالذكر أن الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية العرب، الذي عُقد الخميس، أقر خمسًا من هذه المبادرات التي تتعلق بالتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والمخدرات، بينما تُطرح المبادرات الـ13 المتبقية، التي تركز معظمها على الجوانب الاقتصادية، في القمم المقرر عقدها اليوم.

في غضون ذلك، ستتناول القمة ذات الأمور التي تناولها هذا الاجتماع التحضيري للقمة، الذي عُقد برئاسة نائب رئيس الوزراء العراقي وزير الخارجية فؤاد حسين، وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وعليه، يركز اجتماع القادة العرب في القمة الـ34 على ثمانية بنود رئيسة تشمل مختلف ملفات العمل العربي المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب.
حيث سيتم تناول القضية الفلسطينية والصراع العربي - الإسرائيلي ومستجداته، بما يشمل متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة السلام العربية، والتطورات والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، ومتابعة تطورات الاستيطان، الجدار، الانتفاضة، الأسرى، اللاجئين، الأونروا، والتنمية، إلى جانب دعم دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، والجولان العربي السوري المحتل.
كما سيتم التأكيد على التضامن مع لبنان ودعمه، فضلًا عن تناول تطورات الوضع في الجمهورية العربية السورية، ودعم السلام والتنمية في السودان، وتطورات الوضع في ليبيا، وتطورات الوضع في الجمهورية اليمنية، ودعم جمهورية الصومال الفيدرالية، ودعم جمهورية القمر المتحدة، والحل السلمي للنزاع الحدودي بين جيبوتي وإريتريا.
كذلك سيتم تناول قضايا إقليمية ودولية أخرى، وفي مقدمتها احتلال إيران للجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، وأبو موسى) التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، واتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، وقضية سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على الأمن المائي العربي.
كما سيتم تناول عددًا من القضايا الاستراتيجية والتنموية، من بينها متابعة التفاعلات العربية مع قضايا تغير المناخ العالمية، وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب.
بدوره، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن أمله في أن تخرج قمة بغداد برسالة موحدة تطالب بوقف فوري لحرب الإبادة، ووضع حد لمخططات متطرفي اليمين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي أثبتت أنها لا تعرف نهاية، ولا هدفًا سوى استمرار العنف والتوتر، ليس فقط في فلسطين بل في سوريا ولبنان أيضًا.
وأكد أبو الغيط أن الرسالة العربية يجب أن تكون واحدة، والرؤية للقضايا المشتركة لا بد أن تكون موحَّدة، ويجب أن يتم الانطلاق دومًا من تعزيز الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل، مشيرًا إلى أن الأزمات في السودان واليمن والصومال وليبيا تمس الأمن الجماعي العربي وتهدد استقرار المنطقة.