تظاهر نحو 100 ألف شخص يرتدون اللون الأحمر في لاهاي، للمطالبة بأن تتخذ الحكومة الهولندية إجراءات لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أطلق الاحتلال عملية "عربات جدعون" أمس الأول السبت، والتي تهدف إلى احتلال قطاع غزة بأكمله.
ونقلت شبكة "يورونيوز" الإخبارية الأوروبية عن منظمي المظاهرة قولهم "إن هذا الاحتجاج هو الأكبر في البلاد منذ 20 عاما، وكانت شوارع المدينة مكتظة بالناس المسنين والشباب وحتى الأطفال الذين شاركوا في الاحتجاج للمرة الأولى".
ومرت المسيرة بقصر السلام "مقر محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة"، والتي أمر قضاتها إسرائيل العام الماضي ببذل كل ما في وسعها لمنع الموت والدمار، وأي عمل من أعمال الإبادة الجماعية في غزة.. وسار المتظاهرون مسافة خمسة كيلومترات حول وسط مدينة لاهاي لرسم "الخط الأحمر" الذي يعتبرون أن الحكومة الهولندية تتجاوزه من خلال دعم العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتشكل السياسة الهولندية تجاه إسرائيل واحدة من القضايا العديدة التي تؤدي إلى انقسام الحكومة الائتلافية الهشة في هولندا.
يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تغلق المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار واختراق إسرائيل له بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وإعادة التوغل بريا واحتلال مناطق متفرقة بقطاع غزة.. كما أن سلطات الاحتلال تمنع دخول شاحنات المساعدات والمعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى القطاع، ولاتزال مئات الشاحنات مصطفة على جانبي طريق رفح والعريش منذ أول رمضان الماضي في انتظار السماح لها بالدخول.
وكان قد تم الإعلان يوم الأربعاء 15 يناير 2025 عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة "حماس" والعودة إلى الهدوء المستدام، على أن ينفذ على ثلاث مراحل، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية؛ ليبدأ سريان الاتفاق اعتبارًا من يوم الأحد 19 يناير 2025.. وانتهت المرحلة الأولى بعد 42 يومًا منذ بدء سريان الاتفاق دون التوصل لاتفاق بتثبيت وقف إطلاق النار أو هدنة، وتجري حاليا بجهود الوسطاء مفاوضات من أجل العودة للهدنة ووقف الحرب على غزة.