أمينة "هانم" السعيد اسم كبير وقامة نسائية رائدة في تاريخ الصحافة والأدب المصري والعربي الحديث، لم تقتصر مسيرتها على الكتابة الصحفية والأدبية فحسب، بل امتدت لتشمل العمل السياسي والاجتماعي، تاركةً بصمة لا تُمحى في تاريخ الحركة النسائية والنهضة الفكرية في مصر، بجرأتها الفكرية وقلمها السيال، كسرت العديد من الحواجز التقليدية، لتصبح صوتًا قويًا ومؤثرًا في الدفاع عن قضايا مجتمعها..
ويحل اليوم العام 111 على ميلاد صاحبة القلم الحر أمينة السعيد، التي ولدت في 20 مايو 1914، وتستعرض بوابة "دار الهلال" جزءًا من تاريخها المهني العظيم في بلاط صاحبة الجلالة والأدب المصري.
حياتها
عاشت أمينة السعيد طفولتها في أسيوط، حيث المجتمع المغلق، وما أن بلغت أمينة عمر الرابعة عشر عامًا، حتى انضمت إلى الاتحاد النسائي، ثم في 1931 التحقت بجامعة فؤاد الأول "القاهرة حاليًا"، لتكون ضمن أول دفعة تضم فتيات.
عملت السعيد بعد تخرجها في 1935 بمجلة المصور، وظلت تكتب عمودها بانتظام حتى قبيل وفاتها، وكثيراً ما دافعت من خلاله عن زميلات الكفاح كدرية شفيق وغيرها، واشتهرت بتحريرها لباب «اسألونى»، وقد اكسبتها شجاعتها وجرأتها احترام وشعبية بين زملائها من الكتاب والصحفيين. ثم أصبحت أمينة السعيد رئيسة لتحرير مجلة "حواء" العريقة كأول رئيسة تحرير للمجلة التي صدر أول عدد لها مع توليها لرئاستها عام 1954، كما تولت أمينة السعيد رئيسة لمجلس إدارة مؤسسة دار الهلال منارة الثقافة في الوطن العربي.
أهم مؤلفاتها:
ويأتي ضمن أهم مؤلفاتها الفكرية "الجامحة"، وهي من أوائل الروايات النسوية في الأدب العربي، حيث تناقش قضايا التمرد الأنثوي ورفض الهيمنة الذكورية.
كما تناولت السعيد قضايا انحراف الشباب والفتيات في المجتمع، من خلال كتابها "أبناؤنا المنحرفون"، والذي حاول تقديم رؤى واقعية لهذه المشكلات.
وضم كتابها "من وحي العزلة" مجموعة من المقالات والخواطر التي تعكس رؤى أمينة السعيد الفكرية والاجتماعية.
وكذا كتاب "مشاهدات في الهند"، الذي سجل انطباعاتها ومشاهداتها خلال زيارتها للهند.
أما "آخر الطريق"، فمن مؤلفاتها التي تعكس اهتمامها بقضايا المجتمع والتغيرات التي يمر بها.
وتناولت السعيد قضايا المرأة وتحررها بشكل جريء ومختلف عبر كتابها "نساء عاريات".
فيما استعرضت جوانب مختلفة من شخصية المرأة وتحدياتها في المجتمع في كتابها "حواء ذات الوجوه الثلاثة".
وتوفيت أمينة هانم السعيد عام 1995، لكن شمس فكرها لم تغب لدى أجيال متعاقبة.