انتهت فعاليات ملتقى بيت الشعر العربي الأول للنص الجديد، الذي استمر ليومين بمقر بيت الشعر العربي بمركز إبداع الست وسيلة، خلف الجامع الأزهر، تحت رعاية وزارة الثقافة وبإشراف صندوق التنمية الثقافية، وبمشاركة أكثر من ستين شاعرًا شابًا من مختلف المحافظات المصرية.
الملتقى، الذي يُعد الأول من نوعه لبيت الشعر العربي منذ تأسيسه، افتتح بثلاث أمسيات شعرية متتالية، شكّلت مشهدًا بانوراميًا متنوعًا للمقاربات الأسلوبية والتجريبية في القصيدة الجديدة.
وقد حضر الأمسيات عدد كبير من الشعراء والنقاد والجمهور، في مشهد احتفائي بالنصوص الطليعية التي تسعى إلى كسر القوالب وتقديم رؤى جمالية بديلة.
في مستهل الملتقى، ألقى الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر العربي كلمة ترحيبية أكد فيها أن الملتقى يأتي في إطار استراتيجية ثقافية تهدف إلى إتاحة منصات حقيقية أمام الشعراء الشباب، وتشجيع النصوص غير التقليدية التي تعبّر عن روح العصر وتفاعلاته. وقال: «نؤمن بأن الشعر لا ينتعش إلا حين نتيح له تفاعلًا حيًا مع الجمهور ومنابر تفتح له أفقًا جديدًا».الأمسية الأولى، التي أدارها الأمسية الأولى
الأمسية الأولى، التي أدارها الإعلامي حسن الشاذلي، افتُتحت بكلمة تأريخية ألقاها سامح محجوب، تناولت تحولات الشعر العربي في علاقته بالمجتمع والسياسة والدين، وشارك فيها الشعراء: أحمد جمال مدني، عبد الرحمن تمام، محمد العارف، وسام دراز، محمد هلال، أحمد جمال نور الدين، محمد الشهاوي، ناصر عبد السلام، و منى رؤوف، و عكست النصوص انشغالات ذاتية وأخرى وجودية، محمّلة بلغة متوترة وهواجس معاصرة، فيما بدت القصيدة ككيان مفتوح على الأسئلة والهشاشة.
الأمسية الثانية
الأمسية الثانية، التي أدارها الشاعر والناقد عبد الرحمن مقلد، ضمت طيفًا واسعًا من الأساليب والمقاربات، حيث قرأ كل من: ريم المنجي، منصور الكلحي، روح محمد، طه الصياد، محمود شريف، أحمد حافظ، محمد كمال، كريم مقلد، محمد هشام، ومحمود حشيش. تمازجت في هذه الأمسية القصيدة العمودية ذات النفس الجديد مع التفعيلة والنثر، وكان جليًا أن القصيدة هنا تفاوض اللغة لا لتؤسس سلطة بل لتفككها.
الأمسية الثالثة
أما الأمسية الثالثة، التي أدارتها الشاعرة والناقدة هبة علي، فقد اختُتم بها اليوم الأول، بمشاركة كل من: أحمد خطاب، سارة حسان، شروق نبيل، طارق أزنجي، محمد فرغلي، محمد غازي النجار، محمد الجابري، ضياء فريد، ياسمين صلاح، وأحمد زيدان. النصوص هنا كانت أكثر جرأة وتجريبًا، وتلمّست مناطق شائكة في التجربة الإنسانية، لتُرسّخ القصيدة كخطاب وجودي حي لا يطمئن إلى معنى ثابت.
في اليوم الثاني: للشعراء الشباب يواصلون إشعال النص بالدهشة
تواصلت مساء الأحد 18 مايو فعاليات الملتقى في يومه الثاني، وسط حضور لافت وتفاعل جماهيري ملحوظ. بدأت الأمسية بكلمة للشاعر أحمد خطاب، ثم ألقى الشاعر سامح محجوب كلمة مؤسساتية أكد فيها أن الملتقى يمثل محطة مركزية في استراتيجية بيت الشعر لاكتشاف الأصوات الجادة، واحتضان النصوص التي تمثل جيلًا جديدًا من الحساسية الفنية والرؤية الشعرية.
استُهلت الأمسية بنص «كهارب» للشاعر إسلام بجول، تلاه برنامج شعري امتد عبر ثلاث أمسيات متتابعة، ضمّت مجموعة من الشعراء الشباب التي أدارها أحمد خطاب، قرأ الشعراء: الضوي محمد الضوي، إيمان المغربي، حازم مصطفى، شريف أمين، عاصم عوض، كريم سليم، محمد طايل، نور الدين نادر، وممدوح عبد الحميد.
أما الأمسية الخامسة، التي قدمها الشاعر محمود بلال، فشارك فيها الشعراء: أحمد عايد، أحمد صابر، عبد الرحمن الطويل، عبد المنعم شريف، عمرو البطا، علي أبو المجد، محمد نجيب عثمان، محمود علي، ويونس أبو سبع .
واختُتم اليوم بـ الأمسية السادسة التي ادارتها الشاعرة نيرة سعيد، وشارك فيها كل من الشعراء: خلف جابر، عبد التواب سلامة، نور الدين جمال، حرب محمد، محمد الصيفي، محمد فتحي، توفيق لين، محمود أحمد عبد الله، وائل فتحي، ومحمود بلال.
ملتقى النص الجديد، الذي انطلق بروح تنويرية وجرأة أدبية، لا يُعد مجرد تظاهرة شعرية، بل مشروعًا مؤسسيًا يتطلع لإعادة طرح الأسئلة حول طبيعة الشعر، وحدوده، وآفاقه الممكنة؛ فبين قصيدة تفعيلة تنبض بنَفَس حداثي، وقصيدة نثر تُغامر بالمعنى، بدا الشعر في القاهرة كأنه يعود إلى جمهوره بروح جديدة، متخففًا من الأوزان، محمّلًا بكثافة التجربة، ومتطلعًا إلى لغات لم تولد بعد .