السبت 31 مايو 2025

تحقيقات

وسط أجواء متوترة.. روما تحتضن الجولة الخامسة من محادثات النووي الإيراني

  • 23-5-2025 | 12:12

طهران

طباعة
  • محمود غانم

تحتضن العاصمة الإيطالية روما، اليوم الجمعة، الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران بتيسير من سلطنة عمان، وذلك في وقت تتزايد فيه التوترات بين الجانبين بسبب مسألة تخصيب اليورانيوم، التي ترفضها واشنطن وتصر عليها طهران.

وفي حين أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنه لا يمكن لطهران أن تمتلك أي قدرة على تخصيب اليورانيوم ضمن أي اتفاق محتمل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لن تقبل بحرمانها من حقوقها في نشاطها النووي السلمي.

وبرغم العديد من النقاط الشائكة التي تلتف حول المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، إلا أن مسألة تخصيب اليورانيوم بالأخص أضحت نقطة الخلاف الرئيسية بين الجانبين، بشكل بات يثير الشكوك حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين البلدين.

وترفض الولايات المتحدة أن تسمح لإيران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم، حيث تعتقد أن ذلك يبقي الباب مفتوحًا أمامها لامتلاك سلاح نووي، وهو أمر مرفوض بالنسبة لها جملة وتفصيلًا، بل إنها لم تعقد هذه المفاوضات في الأصل إلا خشية من هذا الأمر.

ورغم أن طهران خلال الفترة الماضية حاولت عرض حلول لهذه المسألة بما يحافظ على مصالحها ويقلل من مخاوف الولايات المتحدة، واصلت الأخيرة التأكيد على أن موضوع تخصيب اليورانيوم "خط أحمر" لا يمكن السماح به.

وفي توضيح لموقفها، أكدت طهران أنها لن تبرم اتفاقًا مع الجانب الأمريكي إذا أصر على قضية تخلي البلاد عن تخصيب اليورانيوم.

وقبيل توجهه إلى روما، أكد وزير الخارجية الإيراني أن "صفر سلاح نووي يساوي لدينا اتفاق، وصفر تخصيب يساوي، لا يوجد أي اتفاق"، في تأكيد على أن بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، وفي ذات الوقت تتمسك بحقها في تخصيب اليورانيوم مقابل ضمان سلمية برنامجها النووي.

وبينما يزيد هذا التشدد الأمريكي من شكوك طهران حول جدوى هذه المحادثات من الأساس، فإن الولايات المتحدة لا تزال تؤكد أن هذه المحادثات قد تكلل بالنجاح.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، أنه لو لم يكن من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، ما عقدت جولة خامسة من المحادثات.

تزايد التوتر

وتعقد الجولة الخامسة من المحادثات، في ظل تزايد التوتر بين البلدين، وهو ما سيوثر بدوره على مسار المفاوضات، وهذا ليس فقط بسبب موضوع تخصيب اليورانيوم، بل أيضًا بسبب سياسة "الضغط الأقصى" التي تنتهجها إدراة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد طهران.

وضمن ذلك، أعلنت الولايات المتحدة، أمس الخميس، أنها فرضت عقوبات على قطاع البناء والتشييد في إيران، فضلًا عن 10 مواد صناعية ذات تطبيقات عسكرية.

وفي المقابل، أكدت طهران، أن العقوبات الأمريكية التي أُعلنت عشية الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، تُلقي بمزيد من الشكوك على جدية واشنطن واستعدادها الحقيقي للانخراط في الدبلوماسية، مشددة على أن العقوبات "غير قانونية وعدائية ضد الشعب الإيراني".

ضربة إسرائيلية

وبالطبع، ستخيم على محادثات اليوم التقارير الإعلامية التي أشارت إلى أن إسرائيل قد تهاجم المنشآت النووية الإيرانية، فيما عده مراقبون وسيلة للضغط على طهران في إطار المحادثات. 

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين وصفتهم بـ"المطلعين"، الثلاثاء الماضي، أن إسرائيل تستعد لشن هجوم على إيران، بينما تتواصل المفاوضات النووية، موضحين أن الهجوم الإسرائيلي سيتم بناءً على نتائج المفاوضات. 

وأكد أحد المسؤولين -بحسب الشبكة- أن احتمال وقوع الهجوم الإسرائيلي يصبح أكثر ترجيحًا في حال سمحت الولايات المتحدة لإيران بتخصيب اليورانيوم. 

كما أكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية بسرعة إذا انهارت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، حسب ما أورده عن مصدرين إسرائيليين. 

من جانبها، حملت طهران الولايات المتحدة مسؤولية أي هجوم قد تنفذه تل أبيب على المنشآت النووية الإيرانية، متعهدة باتخاذ تدابير خاصة للدفاع عن منشآتها وموادها النووية.

وفي الأصل، لم تكن إسرائيل ترغب في أن تجري الولايات المتحدة هذه المحادثات من الأساس، بل كانت تسعى إلى المشاركة معها في توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، غير أن الأمور سارت على نحوٍ مخالف لرغبتها.

وفي هذا الإطار، ذكر البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا اتفاقًا محتملًا مع إيران في اتصال هاتفي، أمس الخميس، موضحًا أن ترامب يعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.

وللمفارقة، فإن طهران كان يجمعها بالفعل اتفاق نووي مع واشنطن، إلا أن الرئيس دونالد ترامب انسحب منه في فترة ولايته الأولى، وأعاد في ذات الوقت العمل بالعقوبات المفروضة عليها.

وعلى أثر ذلك، أوقفت طهران تدريجيًا التزاماتها في الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات، بما فيها تخصيب اليورانيوم عالي المستوى مرة أخرى بنسب مختلفة تصل إلى 60 بالمائة، مقتربة من نسبة 90 بالمائة المطلوبة للأسلحة النووية.

 

   

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة