أثارعزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنشاء مشروع "القبة الذهبية"، الذي يُحاكي مشروع "القبة الحديدية" الإسرائيلية، حالة من الجدل على الصعيد العالمي، خصوصًا في ظل الإمكانيات التي تم الحديث عنها بشكل يجعله أقرب إلى الخيال من الواقع.
مشروع "القبة الذهبية"
وكشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، أن بلاده ستقوم ببناء نظام دفاعي تحت مسمى "القبة الذهبية"، وهو نظام متطور من الجيل الجديد، يشمل أجهزة استشعار ومقاومات قائمة على الفضاء، وسيتم نشره على البر والبحر وفي الفضاء، حسب قوله.
ووفقًا لشبكة "CNN" الأمريكية، فإن "القبة الذهبية" هي محاولة من الإدارة الأمريكية لإعادة صياغة خطط غامضة لتطوير نظام دفاع صاروخي يُشبه "القبة الحديدية" الإسرائيلية.
بيد أنها أشارت إلى أن نظام الدفاع "القبة الحديدية" الإسرائيلية يحمي المناطق المأهولة بالسكان بشكل انتقائي من التهديدات قصيرة المدى في دولة بحجم ولاية نيوجيرسي، بينما يريد الرئيس الأمريكي نظام دفاع صاروخي فضائي قادرًا على الدفاع عن الولايات المتحدة بأكملها من الصواريخ الباليستية والصواريخ الأسرع من الصوت المتقدمة.
و"القبة الذهبية" هذه، يتوقع أن يتم تنفيذها قبل انتهاء فترة حكم ترامب بتكلفة إجمالية حوالي 175 مليار دولار، بمعنى أنها ستصبح جاهزة للعمل قبل حلول يناير 2029، وهو أمر شكك فيه خبراء عسكريون.
وفي حديثه عن "القبة الذهبية"، أكد الرئيس الأمريكي، أن الولايات المتحدة تمتلك العديد من أنظمة الدفاع الصاروخي، لكنها كانت دائمًا بحاجة إلى مثل هذا "نظام الدفاعي الشامل"، مشيرًا إلى أن بعض الرؤساء السابقين أرادوا أيضًا بناء مثل هذا النظام الدفاعي، ولكن من الناحية التكنولوجية أصبح ذلك ممكنًا اليوم.
ماذا يريد ترامب من وراء مشروع "القبة الذهبية"؟
أكد ترامب، أنه بعد اكتمال بناء القبة الذهبية، سوف نتمتع البلاد بالقدرة على اعتراض الصواريخ التي يتم إطلاقها من أي مكان في العالم وحتى من الفضاء.
وأوضح أن القبة الذهبية ستكون "الأفضل على الإطلاق"، حيث سيتم تدمير جميع الصواريخ في الجو، بما في ذلك الفرط صوتية، والباليستية، والكروز المتطورة.
هل المشروع ممكن؟
نقلت شبكة "CNN" عن مصدر وصفته بـ"المطلع"على المناقشات الداخلية حول المشروع، تأكيده أن موضوع "القبة الذهبية" في الوقت الحالي، مجرد فكرة، موضحًا أنه "قد تكون هناك تقنيات قيد التطوير، إذا ما تم توسيع نطاقها، يمكن تطبيقها، ولكن حتى الآن، فإن المناقشات هي حول مفاهيم بحتة".
على ماذا سيقوم المشروع؟
وبحسب شبكة "CNBC" الأمريكية، سيعتمد نظام القبة الذهبية على مكونات متطورة تتضمن آلاف الأقمار الاصطناعية الصغيرة ذات المدار المنخفض، مجهزة بأنظمة استشعار فائق الحساسية قادرة على تعقب الأجسام بسرعة تفوق 20 ماخ.
كما سيتم بناء وحدات إطلاق فضائية متنقلة وثابتة قادرة على إرسال صواريخ اعتراض تعمل بتقنية الليزر والميكروويف، فضلًا عن صواريخ اعتراضية تقليدية مصممة لاعتراض الأهداف من الطبقة العليا للغلاف الجوي، وحتى المدار القريب، وفقًا للمصدر ذاته.
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن هذه المنظومة ستُدار بواسطة شبكات ذكاء اصطناعي متقدمة قادرة على اتخاذ قرارات فورية بناءً على تحليل بيانات ميدانية ضخمة، وهو ما يعني أن الاستجابة لأي تهديد ستكون أسرع من أي نظام دفاعي سابق.
ووفقًا لـ"CNBC"، يُنتظر أن يكون النظام قادرًا على التكامل مع أنظمة الدفاع الحالية مثل Aegis، وTHAAD، وPatriot، مما يخلق شبكة متعددة الطبقات من الحماية.
كيف علق العالم؟
من جانبها، أكدت كندا، أنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة بشأن الانضمام إلى برنامج الدفاع الصاروخي المستقبلي للرئيس الأمريكي، المسمى بـ"القبة الذهبية"، وفي المقابل، أكد ترامب أن بلاده ستتشاور مع كندا حول هذا الموضوع.
أما روسيا، فاعتبرت مشروع الرئيس دونالد ترامب هو شأن سيادي أمريكي، غير أنها أكدت أن التواصل مع موسكو بشأنها يبقى "ضروريًا".
الصين، بدورها، أكدت أن المشروع الأمريكي ينتهك بدرجة عالية مبدأ الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، ويزيد من خطر تحويل الفضاء إلى ساحة معركة، بالإضافة إلى أنه يهدد بإطلاق سباق تسلح جديد.