31-5-2025 | 08:16
إيهاب سلامة
مع ارتفاع حرارة الشمس ولهيب الصيف الذي لا يرحم، يجد مرضى السكري أنفسهم في مواجهة صراع يومي غير معلن مع أجسامهم، فصل الصيف ليس مجرد موسم ترفيهي أو عطلات، بل هو معركة حرارية قاسية على أجسام أرهقتها تقلبات السكر، ويزداد التحدي حين تختلط حرارة الجو بمضاعفات المرض.
فكيف يحافظ مريض السكري على توازنه الصحي وسط هذا المناخ المتقلب؟ وما الإجراءات الوقائية التي قد تصنع الفارق بين الاستقرار الصحي والانهيار المفاجئ؟ في هذا التحقيق، نستعرض نصائح وتحذيرات علمية دقيقة يقدمها اثنان من المتخصصين في أمراض الجهاز الهضمي.
فى البداية يؤكد الدكتور مصطفى الشقنقيري، استشاري الجهاز الهضمي، أن الخطر الأكبر الذي يواجه مريض السكر في الصيف هو الجفاف الصامت، ومع التعرق الشديد وفقدان السوائل، تتغير تركيبة الدم، مما يؤثر مباشرة على نسب الجلوكوز ويؤدي إلى تقلبات خطيرة في مستويات السكر.
ويضيف أن الجهاز الهضمي يتأثر أيضًا بشكل ملحوظ، فالجفاف يضعف حركة الأمعاء، وقد يؤدي إلى إمساك حاد أو حتى مغص شديد، خصوصًا مع قلة تناول الألياف والماء.
كما يحذر من تخزين الأدوية في أماكن غير مبردة، لأن الحرارة المرتفعة قد تؤدي إلى فساد المادة الفعالة فيها، مما يهدد حياة المريض إذا لم ينتبه لهذا الجانب. وينصح الشقنقيري مرضى السكري بالآتي:
- تناول ما لا يقل عن 2.5 لتر ماء يوميًا.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على كافيين أو سكريات صناعية.
- تقليل الخروج في ساعات الذروة، والحرص على الراحة في أماكن باردة.
- مراقبة معدل السكر أربع مرات يوميًا على الأقل.
خطر إضافي يهدد المعدة والبنكرياس
من جانبه، يشير الدكتور أشرف الحلوجي استشاري أمراض الباطنه إلى أن فصل الصيف يمثل بيئة خصبة لانتشار العدوى البكتيرية والفيروسية المرتبطة بتناول أطعمة أو مشروبات ملوثة، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لمرضى السكري، الذين يعانون من ضعف المناعة.
ويتابع: أي اضطراب معوي، مثل الإسهال أو التقيؤ، يؤدي إلى خلل في امتصاص الأدوية، خصوصًا أدوية السكر، وبالتالي قد تحدث ارتفاعات أو انخفاضات مفاجئة في مستوى الجلوكوز بالدم، ما قد يؤدي إلى فقدان الوعي أو الدخول في غيبوبة سكر.
ويشدد د. الحلوجي على أهمية أن يتبع مريض السكري نظامًا صارمًا في الغذاء خلال الصيف، مع الانتباه للتالي:
- عدم تناول المأكولات من الباعة الجائلين.
- طهي الطعام جيدًا وتبريده فورًا بعد الاستخدام.
- غسل الفواكه والخضراوات جيدًا.
- التوجه للطبيب فور ظهور أي أعراض معوية.
ويختم الحلوجي: يبقى وعي مريض السكري وإدراكه للتحديات الموسمية هو الحاجز الأول أمام أي مضاعفات، فالاهتمام بالتغذية، وترطيب الجسم، ومراقبة مستويات السكر، وتخزين الأدوية بشكل سليم، هي أركان الوقاية الحقيقية، ومع التوجيهات الدقيقة التي قدمها كل من د. مصطفى الشقنقيري ود. أشرف الحلوجي، يستطيع مريض السكري أن يعبر صيفه بأمان... دون أن يدفع ثمن الحر من صحته.