تُعد قصيدة «عادَ الشَمَقمَقُ في الخَسارَةِ» للشاعر أبو الشمقمق، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.
ويعرف «أبو الشمقمق» بأنه أحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «عادَ الشَمَقمَقُ في الخَسارَةِ».
تعتبر قصيدة «عادَ الشَمَقمَقُ في الخَسارَةِ»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 15 بيتًا، تميز شعر أبو الشمقمق بالإيقاع الهادي، والوضوح الشعري، والابتعاد عن التعقيد المبتذل.
وإليكم القصيدة
عادَ الشَمَقمَقُ في الخَسارَةِ
وَصِبا وَحنّ إَلى زُراره
من بَعدِ ما قيلَ اِرعَوى
وَصَحا لِأَبوابِ الشَطاره
مِن قَهوَةٍ مكِيَّةٍ
وَاللَونُ مِثلَ الجَلناره
تَدَعُ الحَليمَ بِلا نُهى
حَيران ليسَ بِهِ أَحاره
وَلَرُبَّما غَنّى بِها
يا جارَتا ما كُنتُ جاره
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي
جَمَعَ الجَلالَةَ وَالوَقاره
وَرَثَ المَكارِمَ صالِحاً
وَالجودُ مِنهُ وَالعَماره
إِنّي رَأَيتُكَ في المَنا
م وَعَدَتني مِنكَ الزَياره
فَغَدَوتُ نَحوَكَ قاصِداً
وَعَلَيكَ تَصديقُ العَباره
إِنّي أَتتني بِالنَدى
وَالجود مِنكَ إِلى البَشاره
إِنَّ العِيالَ تَركتُهُم
بِالعَصرِ خُبزُهُم العَصاره
وَشَرابُهُم بَولُ الحِمارِ
مِزاجُهُ بَولُ الحماره
ضَجّوا فَقُلتُ تَصَبَّروا
فَالنَجحُ يَقرنُ بِالصباره
حَتّى أَزورَ الهاشِمِيَّ
أَخو الغَضارَةِ وَالنَضاره
وَلَقد غَدَوتُ وَلَيسَ لي
إِلّا مَديحُكَ مِن تِجاره