تشهد معظم الدول الأوروبية زيادة في الدخل الحقيقي، لكن بعضها، على العكس، يشهد ارتفاعا في معدلات الضرائب.
وذكرت شبكة "يورونيوز" الإخبارية اليوم /الثلاثاء/ أنه من بين الدول الأوروبية السبع والعشرين التي شملها تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "ضريبة الأجور 2025"، سجلت سبع دول انخفاضا في الدخل الحقيقي بعد الضريبة في عام 2024 مقارنة بعام 2023 للموظف الأعزب غير المعيل.
ويعكس هذا المقياس مقدار المال المتبقي للإنفاق أو الادخار بعد خصم الضرائب ومراعاة التضخم والدول المعنية هي إيطاليا وإستونيا وجمهورية التشيك وفرنسا واليونان وبلجيكا وإسبانيا.
وفي إيطاليا، ارتفع متوسط الأجر بنسبة 9ر3% في عام 2024 ومع بلوغ معدل التضخم 2ر1%، يترجم هذا إلى نمو في الأجور الحقيقية بنسبة 7ر2% قبل الضرائب. ومع ذلك، ارتفع متوسط معدل ضريبة الدخل الشخصي - الذي يشمل ضريبة الدخل الشخصي ومساهمات الضمان الاجتماعي للموظفين - ارتفاعا حادا بنسبة 5ر7%. وقد أدى ذلك إلى خلق فجوة كبيرة بين نمو الأجور الحقيقية وزيادة ضريبة الدخل الشخصي، مما أدى إلى تآكل جزء كبير من فوائد ارتفاع الأجور.
من جانبها، سلطت "كريستينا إيناتشي"، خبيرة الاقتصاد الضريبي العالمي في الخبيرة في /مؤسسة الضرائب/، وهي مؤسسة بحثية أمريكية، الضوء على تأثير ارتفاع مساهمات الضمان الاجتماعي. في حين يسلط هذا الضوء على اتساع الفجوة بين الأجور والضرائب، إلا أنه لا يكشف مباشرة عن التغيرات في الدخل الحقيقي بعد الضريبة .
وفي إستونيا وجمهورية التشيك، ارتفعت معدلات الضرائب الشخصية المتوسطة بأكثر من 5ر4%، مما أدى إلى انخفاض الدخل الحقيقي بعد الضريبة في عام 2024، حيث لم يواكب نمو الأجور الحقيقية هذا النمو.
وأشارت "إيناتشي" إلى أن زيادة العبء الضريبي في إستونيا تعزى إلى إلغاء بعض الإعفاءات الضريبية، أما في جمهورية التشيك، فتعزى الزيادة بشكل رئيسي إلى ارتفاع اشتراكات الضمان الاجتماعي لكل من الموظفين وأصحاب العمل.
وفي فرنسا، ارتفعت الأجور الحقيقية بنسبة 7ر0%، لكن متوسط معدل ضريبة الدخل الشخصي ارتفع بنسبة 7ر1%، مما أدى إلى انخفاض الدخل الحقيقي بعد الضريبة مقارنة بعام 2023 .
وخلال هذه الفترة، سجلت البرتغال والمملكة المتحدة وتركيا أكبر الزيادات في الدخل الحقيقي بعد الضريبة. في البرتغال، انخفض متوسط معدل ضريبة الدخل الشخصي بنسبة 8%، بينما ارتفعت الأجور الحقيقية بنسبة 7ر4%.
وصرحت "إيناتشي" لـ"يورونيوز" بأن "البرتغال خفضت معدلات ضريبة الدخل للشرائح الضريبية الست الأولى، مما قلص الفارق الضريبي الإجمالي للموظف العادي".
وفي المملكة المتحدة، انخفض متوسط معدل الضريبة بنسبة 7ر8%، على الرغم من أن نمو الأجور الحقيقية كان متواضعا (6ر1%).
وفي تركيا، على الرغم من زيادة متوسط معدل ضريبة الدخل الشخصي بنسبة 9ر3%، إلا أن ارتفاعا كبيرا بنسبة 5ر15% في الأجور الحقيقية أدى إلى ارتفاع كبير في الدخل الحقيقي بعد الضريبة في عام 2024 مقارنة بعام 2023. ومع ذلك، اتهم بعض النقاد مكتب الإحصاء الوطني بالتلاعب بأرقام التضخم.
وأوضحت "إيناتشي" أن "الدخل الحقيقي بعد الضريبة" يشير إلى الدخل الذي يحصل عليه الشخص بعد خصم الضرائب، مع تعديله وفقا للتضخم.. مشيرا إلى أن "انخفاض الدخل الحقيقي بعد الضريبة يعني أن الفرد، بعد خصم الضرائب والتضخم، لديه أموال أقل للإنفاق. وبالتالي، فإن انخفاض الدخل الحقيقي بعد الضريبة بين عامي 2023 و2024 يعني أن العامل الذي يتقاضى أجرا متوسطا يفقد قدرته الشرائية".
وأكدت "إيناتشي" أن "ربط ضريبة الدخل (ومساهمات الضمان الاجتماعي، حسب التصميم) بالتضخم من شأنه أن يمنع الزحف الضريبي، وقد يخفف من انخفاض الدخل الحقيقي بعد الضريبة للعمال".