سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، في عددها الصادر اليوم الخميس الضوء على استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى "وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الخامسة التي تستخدم فيها واشنطن الفيتو لإجهاض قرارات أممية تتعلق بغزة، في إطار دعمها لإسرائيل.
وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير إخباري إنه على الرغم من تصويت بريطانيا وروسيا والصين وفرنسا لصالح القرار، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد القرار الذي وصف الوضع في غزة بأنه "كارثي"، وطالب "بالرفع الفوري وغير المشروط لجميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها بشكل آمن ودون عوائق على نطاق واسع، بما في ذلك من قبل الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني.
وأضافت الصحيفة أن هذه هي المرة الخامسة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار لحماية إسرائيل حيث كانت واشنطن قد استخدمت حق النقض ضد قرار مماثل في نوفمبر الماضي، في عهد الإدارة الأمريكية السابقة، بحجة أن مطلب وقف إطلاق النار لا يرتبط ارتباطا مباشرا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين لدى حماس.
وتابعت أن المملكة المتحدة أيدت القرار، وفي بيان لها، وصفت سفيرتها، باربرا وودوارد، نظام المساعدات الإسرائيلي الجديد بأنه "لا إنساني"، وقالت إن إسرائيل "بحاجة إلى إنهاء قيودها على المساعدات الآن".
وقالت: "إن قرارات الحكومة الإسرائيلية بتوسيع عملياتها العسكرية في غزة وتقييد المساعدات بشدة غير مبررة وغير متناسبة وتأتي بنتائج عكسية. والمملكة المتحدة تُعارضها تمامًا".
ووفقا للصحيفة، انتقد أعضاء آخرون في مجلس الأمن الولايات المتحدة لاستخدامها حق النقض حيث قال سفير باكستان لدى الأمم المتحدة إن القرار الفاشل "سيظل ليس فقط وصمة عار أخلاقية على ضمير هذا المجلس، بل لحظة مصيرية للتطبيق السياسي ستتردد صداها لأجيال".
وبدوره، قال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، فو كونج: "إن نتيجة تصويت تكشف مرة أخرى أن السبب الجذري لعجز المجلس عن تهدئة الصراع في غزة هو العرقلة المتكررة من جانب الولايات المتحدة".
وتم طرح القرار للتصويت، في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة من ظروف مجاعة في غزة بعد حظر مطول على المساعدات، والانطلاق الفوضوي لبرنامج "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، جيروم بونافون: "لقد مُنع المجلس من تحمل مسؤولياته، رغم أن معظمنا يبدو متفقًا على رأي واحد".
ومن جانبه، قال توم فليتشر، منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، يوم أمس الأربعاء: "يشاهد العالم، يومًا بعد يوم، مشاهد مروعة لفلسطينيين يُطلق عليهم النار أو يُصابون أو يُقتلون في غزة وهم يحاولون ببساطة تناول الطعام".
وأشارت الصحيفة إلى أن مؤسسة غزة الإنسانية، التي تحظى بدعم وتمويل سياسيين غامضين، ذكرت أن مراكز توزيعها في غزة ستظل مغلقة لليوم الثاني حتى صباح اليوم الخميس، لافتة إلى مقتل ما لا يقل عن 27 شخصًا وجُرح المئات يوم أمس الأول الثلاثاء بنيران إسرائيلية أثناء انتظارهم الطعام عند نقطة توزيع تابعة لها.
وأعربت وودوارد، الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، عن دعمها لدعوة الأمم المتحدة لضرورة إجراء تحقيق فوري ومستقل في هذه الأحداث ومحاسبة مرتكبيها.
وقالت: "على إسرائيل إنهاء قيودها على المساعدات الآن: فلتقم الأمم المتحدة والعاملون في المجال الإنساني بعملهم لإنقاذ الأرواح، وتخفيف المعاناة، والحفاظ على الكرامة".