تعد جائزة «نوبل»، أشهر جائزة عالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب من الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر و يحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.
ومع قسم الثقافة في بوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901م في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.
ونلتقي اليوم مع الأديب الأديب الأمريكي«سول بيلو»
الميلاد والنشأة
وُلد سول بيلو ، باسم سولومون بيلوز، من مواليد 10 يونيو من عام 1915م، في بلدة لاشين في مقاطعة كيبك الكندية، بعد عامين اثنين من هجرة والديه ليشا بيلو (ليشا جوردين قبل الزواج)، وإبراهام بليوز، من مدينة سانت بطرسبرج الروسية.
وكان لـ «سول» ثلاثة أشقاء يكبرونه بالسن: وهم، زيلدا والتي غيرت اسمها لاحقًا إلى جين، وهي من مواليد عام 1907م، ومويشي والذي أصبح لاحقًا موريس، المولود عام 1908م، وشموئيل والذي أصبح لاحقًا صاموئيل، والمولود في عام 1911م، كانت عائلة بيلو يهودية ليتوانية، إذ وُلد والده في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا.
وكتب سول بيلو حول هجرة عائلته: «كانت فكرة الماضي في داخلي قويةً بسبب والديّ، إذ سيطرت عليهما فكرة أنهما يسقطان، يسقطان، كانا شخصين ناجحين متحررين من الأحقاد القومية المحلية، لم تكن أمي قادرة على التوقف عن الحديث عن عائلة داشا، وحياتها المميزة، وكيف تغير كل ذلك الآن. عملت في المطبخ، في الطهي والغسيل والترميم.. بعد أن كان عندها خدم في روسيا... لكن يمكنك دائمًا الاستعانة بالقليل من التهكم الساخط للمساعدة في تغيير حالتك المهينة».
وتمثل أشهر مؤلفات الأديب سول بيلو كتب «مغامرات أوجي مارش، وهندرسون ملك المطر، وهيرزوغ، وكوكب مستر ساملير، واغتنم اليوم، وهدية هومبولدت، ورافنشتاين» كان يُنظر إلى هذا الأديب بيلو، على نطاق واسع، على أنه أحد أعظم كتاب القرن العشرين.
«يوجين هندرسون» الوجه الأقرب لـ ول بيلو
قال «بيلو» أن شخصية.. «يوجين هندرسون» من رواية هندرسون ملك المطر» هي الشخصية الأكثر شبهًا به من بين جميع الشخصيات التي ألفها. نشأ بيلو كمهاجر من مقاطعة كيبك الكندية
يعكس خيال «بيلو» وشخصياته، وفقًا لوصف الناقد الأدبي كريستوفر هيتشينز، توقه إلى السمو، وهي معركة «للتغلب ليس فقط على ظروف الغيتو، بل للتغلب أيضًا على هوسهم»،و يتصارع أبطال روايات بيلو»، بشكل أو بآخر، مع ما وصفه ألبرت كورد، العميد في رواية ديسمبر العميد» بـ «الجنون واسع النطاق للقرن العشرين»، يتحقق تجاوز هذه القتامة صعبة الوصف «عبارة استخدمها بيلو في رواية الرجل المتدلي»، إذا كان من الممكن أصلًا تحقيق ذلك، من خلال «استيعاب شراسة التعلم» حسب «هيتشينز»، ومن خلال التشديد على النبل.
مؤلفات سول بيلو
قدم سول بيلو للأدب الأمريكي والعالمي العديد من المؤلفات ومنها..«رجل يتأرجح بين اليأس والرجاء» 1944م، «الضحية» 1947م، «اغتنم الفرصة»1956، «هندرسون ملك المطر» 1959م، «هرتزوج» 1964م، «مذكرات موسبي» 1968م
«كوكب السيد ساملر»1970م، «هدية همبولت»1975م، «عميد الكلية وزمهرير الشتاء»1982م، «ثمة مزيد من البشر يموتون إثر انكسار القلب» 1987م، «حادث سطو»، «رابطة بلا روزا»1989، «شيء يذكرك بي»1991، «منبع الحب الحقيقي»1997م، «مغامرات أوجي مارش».
ثمار الرحلة .. جوائز وأوسمة
حصل سول بيلو تكريمًا له على عمله الأدبي، على جائزة نوبل للآداب في 1976م، وأظهرت كتاباته، كما أوضحت لجنة جائزة نوبل السويدية، «مزيجًا من الرواية الغنية المتعلقة بحياة المشردين مع التحليل الدقيق لثقافتنا، إضافة إلى المغامرة المسلية والحوادث المأساوية والمثيرة في تعاقب سريع تتخلله محادثات فلسلفية، طُور كل ذلك على لسان معلق ذكي ذو نظرة ثاقبة تخترق المضاعفات الداخلية والخارجية التي تدفعنا إلى التصرف، أو تمنعنا عنه، والتي من الممكن أن تُسمى معضلة عصرنا»
وحصل أيضًا على على جائزة بوليتزر1976م، إلى الوسام الوطني الأمريكي للفنون 1988م، ويعتبر «بيلو» الكاتب الوحيد الذي حصل على جائزة الكتاب الوطني للأعمال الخيالية ثلاث مرات «1954م، 1965م، 1971م، وحصل على ميدالية المؤسسة الوطنية للكتاب للمساهمة المتميزة في الأدب الأمريكي.
رحيل وأثرباق
وتوفي أديب أمريكا المتفرد سول بيلو في في 5 أبريل من عام 2005م عن عمر 89 عامًا، تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا يُعد من أهم ما أنتجته الولايات المتحدة في القرن العشرين وأثر في العالم كله في تاريخ الأدب العالمي وفي تيارات الفكر والثقافة.