الأحد 6 يوليو 2025

تحقيقات

صراع أمريكي–إيراني يربك الأسواق العالمية.. وخبراء: الذهب قد يتجاوز 5000 دولار| خاص

  • 12-6-2025 | 18:29

أسعار الذهب

طباعة
  • أنديانا خالد

تشهد الأسواق العالمية حالة من الترقب والحذر في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتحديدًا ما يتعلق بإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، إلى جانب صدور بيانات اقتصادية أمريكية تشير إلى تباطؤ ملحوظ في معدلات التضخم، هذه التطورات دفعت المستثمرين إلى إعادة تقييم تحركاتهم، لا سيما في أسواق الذهب والعملات، وسط توقعات بتثبيت أسعار الفائدة الأمريكية واستمرار حالة عدم اليقين السياسي.

الأسواق تتحرك لحظيًا وترامب أكثر تأثيرًا من الفيدرالي حاليًا

وفي هذا السياق قال الدكتور أحمد معطي، خبير أسواق المال، إن الأسواق العالمية باتت تتأثر بشكل متزايد بالتطورات الجيوسياسية، لاسيما في ظل التصعيد المحتمل بين الولايات المتحدة وإيران، ما انعكس بوضوح على أداء الذهب كمصدر رئيسي للملاذات الآمنة.

وأوضح معطي، في تصريحات خاصة لبوابة دار الهلال، أن التلميحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن احتمالية توجيه ضربة عسكرية وشيكة إلى إيران دفعت الأسواق نحو الحذر، مضيفًا: "الذهب بدأ يتفاعل فعليًا مع هذه التطورات، وسجل مستوى 3370 دولارًا للأونصة، ومع استمرار التصعيد الجيوسياسي بنفس الوتيرة، قد نرى أسعار الذهب تتجاوز حاجز 3500 دولار في الأجل القريب".

وأشار إلى أن هذه التوجهات التصاعدية في أسعار الذهب تأتي في وقت تشهد فيه بيانات الاقتصاد الأمريكي مؤشرات مختلطة، حيث أظهرت بيانات التضخم الأخيرة تباطؤًا فاق التوقعات، بانخفاض مؤشر "Core PCE" – الذي يستثني الغذاء والطاقة – إلى مستوى 2.8%، مما منح الأسواق انطباعًا مبدئيًا بالاستقرار.

وأضاف أن هذا التراجع الطفيف في التضخم يمنح بعض الأريحية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتثبيت أسعار الفائدة في اجتماعه القادم، وهو ما تدعمه التوقعات السوقية بنسبة 99.9%، لكنه لا يشكل دافعًا كافيًا بعد لاتخاذ قرار بتخفيض الفائدة، موضحًا أن الفيدرالي يعتمد على بيانات تراكُمية تمتد لعدة أشهر قبل إقرار أي تحولات جوهرية في سياسته النقدية.

وأكد خبير أسواق المال أن التأثير اللحظي للبيانات الاقتصادية يظهر بوضوح في ارتفاع محدود للذهب وتراجع طفيف للدولار وصعود مؤقت في مؤشرات الأسهم، لكنه لا يعكس اتجاهًا مستدامًا، مشددًا على أن البوصلة الحقيقية للأسواق حاليًا باتت تتجه إلى المشهد السياسي، أكثر من اعتمادها على المؤشرات الاقتصادية التقليدية.

وأشار إلى  أن الفيدرالي الأمريكي لا يزال يتبنى نهجًا حذرًا، ولن يتعجل اتخاذ قرارات توسعية، خاصة في ظل بدء تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة، والتي لم تظهر آثارها الكاملة بعد، متوقعًا أن تتضح الصورة بشكل أكبر خلال الربع الثالث من العام الحالي.

 الذهب على أعتاب قفزات تاريخية حال التصعيد مع إيران

وقال محلل أسواق المال، سمير رؤوف، إن التطورات الجيوسياسية العالمية، خاصة ما يتعلق بتحركات الولايات المتحدة وإخلاء قواعدها العسكرية في بعض المناطق، تعيد رسم خريطة التوجهات الاستثمارية عالميًا، في ظل تصاعد احتمالات وقوع ضربة عسكرية وشيكة ضد إيران.

وأوضح رؤوف، في تصريحات خاصة لبوابة دار الهلال، أن أسعار الذهب ارتفعت مجددًا لتتجاوز حاجز 3400 دولار للأونصة، ما يعكس حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق العالمية. 

وأضاف إنه إذا وقع الهجوم بالفعل، فمن المتوقع أن يقفز الذهب إلى مستويات غير مسبوقة قد تتجاوز 5000 دولار، في ظل اتجاه المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن وانعدام الثقة في استقرار الاقتصاد العالمي."

وأشار إلى أن الأسواق باتت تشهد ما وصفه بـ"أزمة في تسعير الذهب داخل البورصات العالمية"، نتيجة لتقلبات متسارعة ومخاوف متزايدة من توسع دائرة الصراع، مما يعزز التحول نحو قاعدة الذهب كمرجعية نقدية تقليدية وقت الأزمات.

ونوه رؤوف إلى أن ما يحدث من عمليات إخلاء وتحركات عسكرية يشير إلى بوادر تصعيد حقيقي في منطقة الخليج، وهو ما قد يقابل برد فعل عنيف من الجانب الإيراني، مما يهدد بحدوث كارثة اقتصادية عالمية، إذا امتدت تبعات التوتر إلى أسواق الطاقة وسلاسل الإمداد.

وأكد أن الاقتصاد الأمريكي نفسه يواجه ضغوطًا متراكمة، سواء من التوترات مع الصين أو من التصعيد في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن "كل ضربة جيوسياسية تُلحق بالاقتصاد العالمي ضررًا أشد من سابقتها".

وحذر من أن المنطقة العربية قد تكون من أكثر المناطق تضررًا، ليس فقط بسبب ارتفاع أسعار الذهب والأصول، بل أيضًا نتيجة الضغط على العملات المحلية أمام العملات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية شاملة إذا لم يتم احتواء الموقف في أسرع وقت