كشفت الدكتورة نيرفانا حسين أستاذ الأورام بجامعة حلوان أن مبادرة "صحة المرأة المصرية"، حققت نتائج لافتة في السنوات الأخيرة، أبرزها اكتشاف عدد كبير من الحالات المصابة بأورام مختلفة دون أن تكون هناك أي أعراض ظاهرة، وهو ما يعزز أهمية الكشف المبكر كأساس في الوقاية وزيادة نسب الشفاء.
وأوضحت الدكتورة نيرفانا فى تصريح لها اليوم أن التحدي الأكبر كان إقناع السيدات بإجراء الفحص حتى في غياب الشكوى أو الشعور بأي عرض، وهو ما ساعد على تحقيق نتائج ملموسة، تمثلت في اكتشاف مبكر للحالات وتحقيق نسب شفاء وصلت إلى 90% من الأورام التي تم رصدها في مراحلها الأولى.
وأشارت الى أن هذه النتائج متوافقة مع الأبحاث الطبية المنشورة مؤخرا في مجلة Lancet Oncology، التي أكدت أن الكشف المبكر عن أورام الثدي أو الرئة أو القولون يزيد فرص النجاة بنسبة تتجاوز 85%، حتى في الدول ذات الموارد المحدودة.
وأضافت الدكتورة نيرفانا ان وزارة الصحة، بدأت مؤخرًا التركيز على الفحوصات الجينية لتحديد وجود طفرات معينة مرتبطة بسرطانات الرئة والثدي والقولون، ما يفتح المجال أمام ما يُعرف بـ"الطب الشخصي" (Personalized Medicine)، حيث يُعطى الدواء الأنسب حسب التركيب الجيني للمريض.
وأكدت أن بعض الأدوية الحديثة تُظهر فعالية عالية في الحالات المتقدمة التي تعاني من انتشار الورم إلى أماكن أخرى، خصوصًا المصابين بثانويات في المخ، ما يمثل نقلة نوعية في التعامل مع السرطان في المرحلة الرابعة، والتي كانت تعتبر سابقًا شبه ميؤوس منها.
وقالت انه بحسب الدراسات الحديثة المنشورة في Journal of Clinical Oncology لعام 2024، فإن المرضى الذين يعانون من أورام رئوية ناتجة عن طفرات جينية قابلة للاستهداف يمكنهم الاستفادة من أدوية ذكية موجّهة تقلل من الأعراض وتُطيل البقاء على قيد الحياة.
وأوضحت الدكتورة نيرفانا حسين أن هناك جهودا واضحة الآن في إجراء فحوصات جينية دورية لمن لديهم تاريخ عائلي مع السرطان، وتقديم الدعم الكامل للمرضى الذين لا يمتلكون تأمينا صحيا، من خلال برامج المساعدة والرعاية الشاملة.