أكد الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، أن المنتدى منذ إطلاقه في عام 2012، قبل ثلاث سنوات من اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة، يوفر منصة وطنية لحشد كافة الأطراف لتعزيز العمل البيئي، ودعم التقدم على مختلف المسارات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفق «رؤية مصر 2030».
جاء ذلك خلال لقاء موسع عقده المنتدى المصري للتنمية المستدامة بمركز البيئة التعليمي "بيت القاهرة" تحت رعاية وزارة البيئة، في ختام فعاليات الأسبوع الوطني الحادي عشر للتنمية المستدامة، والذي انعقد هذا العام تحت شعار "الحد من التلوث بالمواد البلاستيكية"، بحضور الدكتور ياسر عبدالله الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم إدارة المخلفات، والمهندسة سماح صالح رئيس وحدة التنمية المستدامة ودمج النوع الاجتماعي بوزارة البيئة، والدكتور كامل شحاتة رئيس مجموعة التمويل التنموي في البنك التجاري الدولي، والمهندس عادل الشافعي مستشار فني بوزارة البيئة بملف الكيماويات والمخلفات الخطرة، والمهندس طارق فاروق مدير وحدة الاقتصاد الأخضر والاستدامة بمركز تحديث الصناعة، والدكتورة سميرة الجزار عضو مجلس النواب، والدكتورة يمن الحماقي أستاذ الاقتصاد وعضو مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، وبحضور ممثلي المجتمع المدني، وشركاء التنمية، ولفيف من الإعلاميين.
وقال الدكتور عماد الدين عدلي إنه "فى لحظة فارقة من مسيرة التنمية في مصر، حيث تتعاظم التحديات البيئية وتتزايد تداعيات التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان والنظم البيئية والاقتصاد، جاء الأسبوع الوطني للتنمية المستدامة في نسخته الحادية عشرة ليؤكد أن مواجهة هذا التهديد لم تعد خياراً، بل ضرورة وطنية تتطلب تضافر الجهود من الجميع، دولة ومجتمعاً مدنياً وخبراء ومواطنين".
وأشار إلى أن تنظيم الدورة الحادية عشرة من الأسبوع الوطني للتنمية المستدامة هذا العام تأتى في توقيت دقيق، قبل شهور قليلة من انعقاد الجولة الخامسة والحاسمة من المفاوضات الدولية الخاصة بإقرار معاهدة عالمية لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية، والتي تُعقد تحت مظلة الأمم المتحدة، وتستضيفها العاصمة الكينية نيروبي، أوخر شهر نوفمبر المقبل.
وأوضح أن الهدف ليس الهجوم على مادة البلاستيك ذاتها، والتي تدخل في صناعات عديدة لا غنى عنها، وإنما التقليل من التلوث الناتج عنها، خاصة الأكياس أحادية الاستخدام..مشيرا الى قرب إطلاق مبادرة "الأمهات ضد التلوث البلاستيكي"، نظرا لدور الأم المحوري في بناء الوعي داخل الأسرة والمجتمع.
من جانبها، أوضحت المهندسة سماح صالح رئيس وحدة التنمية المستدامة ودمج النوع الاجتماعي بوزارة البيئة، أن البلاستيك له دور صناعي لا يمكن تجاهله، كصناعة المواسير وغيرها، لكن التركيز بدأ على الأكياس البلاستيكية التي تُعد الأكثر ضررًا، مشددة على أهمية البحث عن بدائل آمنة وصديقة للبيئة.
واستعرض الدكتور ياسر عبدالله الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم إدارة المخلفات، جهود وزارة البيئة فيما يتعلق بالحد من التلوث بالمواد البلاستيكية.. مؤكدا أن الجهود الوطنية تتكامل مع السياق الدولي، خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات الدولية حول "معاهدة البلاستيك"، التي من المتوقع أن تُحسم محاورها الرئيسية في أغسطس المقبل.
وتحدث عن تحديثات الجهود الوطنية المبذولة ومدى تكامل رؤيتها مع تحقيق التحول العادل بما يتواكب مع معاهدة البلاستيك الدولية.. فيما تحدثت الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد وعضو مجلس أمناء المنتدى المصري للتنمية المستدامة، عن أهمية تحقيق المعايير المحفزة لعمليات الاقتصاد الدائري والأخضر والعائد من ذلك في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة، وكذلك تحدث الدكتور كامل شحاتة، رئيس مجموعة التمويل التنموي في البنك التجاري الدولي، عن أهم السياسات المحفزة والفرص المتاحة لعمليات التحول الأخضر، خاصةً في قطاع إنتاج وصناعة البلاستيك، ومدى مساهمة ذلك في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للحد من استهلاك البلاستيك أحادي الاستخدام.
وتطرق المهندس طارق فاروق، مدير وحدة الاقتصاد الأخضر والاستدامة بمركز تحديث الصناعة، للحديث عن الجهود المبذولة في عمليات توطين التكنولوجيا المحفزة للتحول المستدام، ودور الابتكار والتكنولوجيا في التسريع من تحقيق النتائج المرجوة، فيما تناول المهندس عادل الشافعي، مستشار فني بوزارة البيئة بملف الكيماويات والمخلفات الخطرة، آخر المستجدات على الساحة الدولية، خاصة فيما يتعلق بمعاهدة البلاستيك، وتحدث عن أهم المحاور التي تتناولها الاتفاقية، مشيراً إلى الجوانب التفاوضية التي مازالت تحت النقاش، والتي من المقرر أن يتم حسمها خلال شهر أغسطس المقبل.
بينما تحدثت الدكتورة سميرة الجزار عضو مجلس النواب، عن الأطر التنظيمية والتشريعية الخاصة بالبيئة والتنمية المستدامة، وأدوات الرقابة، مع إلقاء الضوء على بعض المقترحات التحفيزية، التي تسهم في تشجيع القطاع الخاص، خاصة قطاع الصناعة، في تحقيق أبعاد الاستدامة.
وتضمن اللقاء عرض نماذج للمبادرات الشبابية التي تم تنفيذها من خلال فريق المتطوعين بالمنتدى المصري للتنمية المستدامة، قدمتها الطالبة مريم تامر، من جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA).
وفي ختام اللقاء، تم عقد جلسة لعرض نماذج لمشروعات المرحلة الثالثة من برنامج المبادرات الصغرى لمنظمات المجتمع المدني بمنطقة شمال أفريقيا (PPI-OSCAN 3)، بمشاركة جمعية حقوق المرأة السيناوية من محافظة شمال سيناء وجمعية مستثمري الطاقة الشمسية ببنبان من محافظة أسوان، ومؤسسة الشباب للتنمية والإبداع من محافظة القاهرة.