في السادس والعشرين من يناير عام 1943، ولدت سعاد حسني في حي بولاق الشعبي بالقاهرة، وسط أسرة بسيطة لكن تحمل في جذورها روح الفن، والدها محمد حسني كان خطاطا معروف، أما شقيقها غير الشقيق فهو الموسيقار الكبير شفيق جلال، كما جمعتها صلة قرابة وثيقة بالشاعر الراحل صلاح جاهين، الذي لعب دور الأب الروحي والداعم الفني الأول في حياتها.
بدأت سعاد مشوارها الفني مبكرا، وهي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، عندما شاركت في أوبريت "بابا شارو"، لكن انطلاقتها الكبرى كانت عام 1959 من خلال فيلم "حسن ونعيمة"، الذي لفت الأنظار إلى موهبتها الفريدة، وفتح لها أبواب السينما على مصراعيها.
خلال مسيرتها الفنية، قدمت سعاد حسني أكثر من 85 عملا بين السينما والتلفزيون، أظهرت خلالها قدرتها على أداء أدوار متنوعة ببراعة لافتة، جمعت بين الرومانسية والتمرد، البساطة والتعقيد، الضحك والحزن، في تركيبة نادرة سكنت قلوب الجمهور.
من أشهر أعمالها:
"خلي بالك من زوزو" 1972، والذي أصبح علامة في تاريخ السينما وحقق نجاحًا جماهيريًا كاسحًا.
"الكرنك" 1975، حيث جسدت شخصية الطالبة "زينب" ضحية القمع السياسي.
"الزوجة الثانية"، "أميرة حبي أنا"، "غروب وشروق"، "شفيقة ومتولي"، و"أين عقلي؟"، وغيرها من الأعمال التي أصبحت أيقونات سينمائية.
وكان آخر ظهور سينمائي لها في فيلم "الراعي والنساء" عام 1991، الذي حصلت عنه على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان الإسكندرية السينمائي.
كونت سعاد حسني صداقات قوية داخل الوسط الفني، خاصة مع نادية لطفي ولبنى عبد العزيز. كما ارتبط اسمها كثيرا بعلاقة حب يقال إنها جمعتها بالنجم عبد الحليم حافظ،وظلت شائعة زواجهما السري محل جدل واسع، دون تأكيد رسمي، لكن كثيرا من المقربين أكدوا وجود علاقة قوية بين النجمين، والمفارقة أن يوم رحيلها وافق يوم ميلاده في 21 يونيو.
وعلى الصعيد الشخصي، تزوجت سعاد خمس مرات، من أبرزها المخرج صلاح كريم، والمخرج علي بدرخان الذي استمر زواجهما 11 عاما، وزكي فطين عبد الوهاب، نجل الفنانة ليلى مراد، قبل أن تنهي حياتها الزوجية مع السيناريست ماهر عواد.
حصدت سعاد حسني العديد من الجوائز خلال مشوارها، منها خمس جوائز كأفضل ممثلة من جمعية الفيلم المصري، وجائزة من المهرجان القومي للسينما عن دورها في "غروب وشروق"، وتكريم خاص من الرئيس أنور السادات عام 1979 خلال احتفالات عيد الفن. كما كرّمتها وزارة الإعلام عام 1987 عن دورها في مسلسل "هو وهي".
في أواخر الثمانينيات، بدأت سعاد تعاني من متاعب صحية في العمود الفقري والوجه، مما دفعها للسفر إلى لندن للعلاج. ابتعدت عن الأضواء، لكنها لم تفقد الأمل في العودة، إذ كانت تخطط لتوثيق مذكراتها والرجوع إلى الشاشة.
لكن في 21 يونيو 2001، صُدم الجمهور بخبر وفاتها في لندن، بعد العثور على جثتها أسفل شرفة منزلها، وسط روايات متضاربة بين انتحار وقتل.
التحقيقات البريطانية رجّحت فرضية السقوط العرضي أو الانتحار، لكن أسرتها وأصدقاءها نفوا ذلك مؤكدين أنها كانت في طريقها للعودة إلى مصر.