في ذكرى ميلاد الرائدة النسوية هدى شعراوي، تعود إلى الواجهة مسيرتها الزاخرة بالنضال الاجتماعي والسياسي، التي ألهمت أجيالا من النساء، وأثرت في الفن كما في الواقع، لم تكن مجرد ناشطة، بل صوتا جريئا للمرأة المصرية والعربية، ومؤسسة لأول اتحاد نسائي مصري، وقائدة لأولى التظاهرات النسائية في ثورة 1919.
هذه السيرة الغنية ألهمت صناع الدراما، وقدمتها الشاشة من خلال عدد من الأعمال الدرامية التي جسدت شخصية هدى شعراوي بعدة وجوه، كل منها أضاء زاوية مختلفة من حياتها.
فايزة كمال في "أم الصابرين"
في عام 2012، قدمت الفنانة الراحلة فايزة كمال شخصية هدى شعراوي ضمن أحداث مسلسل "أم الصابرين"، بطولة رانيا محمود ياسين، ورغم الأداء المتميز الذي قدّمته فايزة كمال، لم يحقق المسلسل الشهرة أو النجاح المتوقع، مما حجم تأثيره مقارنة بثراء الشخصية التي جسدتها.
فردوس عبد الحميد وداليا مصطفى في "مصر الجديدة"
أما في مسلسل "مصر الجديدة"، الذي كتب له السيناريو يسري الجندي وأخرجه محمد فاضل عام 2004، فقد تم تقديم قصة حياة هدى شعراوي بشكل شامل.
وشاركت في تقديم شخصيتها فنيا كل من داليا مصطفى في مرحلة الشباب، وفردوس عبد الحميد في مراحل النضج، وقد لاقت فردوس عبد الحميد إشادة خاصة لتقارب ملامحها مع ملامح شعراوي، وأدائها المؤثر الذي جسد مراحل نضالها بعمق وواقعية.
سلوى محمد علي في "وقال الزمان"
كما تألقت سلوى محمد علي في تجسيد هدى شعراوي ضمن إحدى حلقات سلسلة "وقال الزمان"، من تأليف محمد نجيب أبو العزم وإخراج سعيد عمارة، حيث قدمت الشخصية في مختلف مراحلها العمرية، شابة وناضجة وعجوزة، وقدمت أداءً لاقى تقدير النقاد والجمهور.
رائدة نسوية في المحافل الدولية
لم يتوقف تأثير هدى شعراوي عند حدود مصر، فقد شاركت في أول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923، إلى جانب نبوية موسى وسيزا نبراوي. وقد التقت حينها بالسنيور موسوليني، وأشادت بموقفه الداعم لحركات التحرر في مصر، كما ذكرت في مذكراتها.
وبعد عودتها من المؤتمر، أسست الاتحاد النسائي المصري عام 1927، وظلت تترأسه حتى وفاتها، كما شغلت رئاسة الاتحاد النسائي العربي منذ عام 1935. وعام 1944، ترأست المؤتمر النسائي العربي الذي جمعت فيه الأصوات النسائية الرائدة في المنطقة.