23-6-2025 | 05:59
هبة عادل
" لام شمسية".. واحد من أهم المسلسلات التي قدمت خلال شهر رمضان الماضي، ونالت إعجاب كل من الجمهور و النقاد ، كونه عمل مميز يعالج قضية جادة وهامة في مجتمعنا ، في هذا الإطار قام المركز الكاثوليكي المصري للسينما بتنظيم ندوة لمناقشة العمل وتكريم صناعه، في إطار تسليط الضوء على الأعمال الهادفة وايمانا من المركز بأن دور الدراما ليس مجرد الترفية وإنما هي أيضا لها دور تنويري كبير .
افتتح الندوة الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي المصري للسينما ، حيث أشاد بجودة المسلسل وتميزه ،كونه مسلسل إستثنائي عالج موضوع شائك تخطى فكرة كونه مجرد دراما إجتماعية، لكنها معالجة شديدة الحساسية والذكاء وقدمت بشجاعة أيضا و بصياغة بعناية شديدة تقدم دعوة للتغيير والإصلاح، حيث التحرش بالأطفال يعد واحد من أهم المشكلات التي يجب على كل أسرة الانتباه لها .
أدار الندوة الكاتب الصحفي والناقد الفني محمود عبد الشكور وحضرها من صناع العمل المخرج كريم الشناوي ، الكاتبة مريم نعوم مؤلفة العمل ، السيناريست راجية حسن المشاركة في الكتابة ،النجم محمد شاهين، الفنانة يسرا اللوزي، ثراء جبيل، ياسمينا العبد ،يارا جبران، فاتن سعيد ، سلمى زكي، مصطفى عسكر، المنتج الفني أحمد فرغلي، المونتير باهر رشيد، و محمد سري نيابة عن منتج المسلسل محمد السعدي، و الطفل الموهوب علي البيلي .
أشار الناقد محمود عبد الشكور أن المسلسل سيؤرخ له في هذه المنطقة التي أعتنى بها وكيف قدمها بوعي ونضج في المعالجة ، فيما تحدثت الكاتبة مريم نعوم عن كيفية تعاملها مع الفكرة كمشروع وليس كمجرد مسلسل، وكيف ظلت تكتب وتراجع مسودات العمل أكثر من مرة منذ عام 2020 وحتى 2025 ، حيث ظهر إلى النور وعلى حد قولها "حتى نكون جاهزين تماما" ، وتحدثت النجمة الجميلة يسرا اللوزي عن دورها وتقديمها لدور صعب، بتحدي نفسي كبير لسيدة "مأزومة" لديها إكتئاب كونها زوجة هذا الرجل الذي يتحرش بالأطفال حتى أنها كانت تخشى على ابنتها المراهقة منه ، لدرجة أوصلتها لفقدان القدرة على الكلام وقالت يسرا : كان دور صعب لكن
" ما يتفوتش "حتى لو كنت في معظم مشاهدي أعبر بدون كلام ، و فقط من خلال الملامح والتعبيرات وكان الصمت في كثير من المشاهد يوحي بأكثر من الكلام وينقل المعاناة التي تمر بها هذه السيدة في الحياة مع زوج هي ضحيته كونه رجلا غير سويا .
من ناحيته تحدث الفنان محمد شاهين قائلا: جدلية مررت بها من خلال هذا الدور ، حيث أنني يجب أن أحب الشخصية التي أقدمها حتى أستطيع تقديمها، في نفس الوقت يجب أن أصدقها تماما ، وهنا قدمت شخصية مكروهه ولكني تمسكت بالدور دون خوف بمجرد أن رشحني له المخرج كريم الشناوي "مسكت في الدور على طول" وأعتبرته كنز من المشاعر والتمثيل وتقديم الرسالة أيضا و قلت ربما لا يأتي لي في المستقبل دور بهذه المواصفات وبهذه القوة في التاثير .
وعن نهاية العمل والتي تم فيها الحكم على هذا الرجل المتحرش بالسجن 25 عاما وقد تباينت فيها الآراء فهناك من فضل أن تكون النهاية مفتوحة و البعض الأخر وجد أنها عقوبة شديدة ،ولكن في هذه الجزئية تحدث المخرج كريم الشناوي، بداية عن حماسه لهذا المشروع الذي كان سعيد به لأنه أثار الجدل وقدم رسالة توعية هامة للأسر في البيوت وعن النهاية قال الشناوي: وددت أن تكون الحلقات مختومة بعقوبة يجب أن يعرف الناس أنها تصل بالفعل في بعض الأحوال إلى هذا القدر وإلى هذه السنوات وأنها ليست مسالة هينة ، أردت توصيل هذه المعلومة وكان معنا مستشار قانوني متخصص بالفعل ، كما أنه تضافرت معنا جهود جهات عديدة لإخراج هذا المسلسل، الذي شعر الجميع بأنه جرس إنذار شديد الأهمية.
.من جانبه تحدث دكتور" نبيل القط" استشاري الصحة النفسية والمستشار النفسي للعمل وقد شارك بالتمثيل فيه في دور طبيب نفسي يعالج زوجة الرجل المتحرش وقال :إن مثل هذه الأعمال كان يجب أن تقدم مع ضرورة ضبط الشعرة في الرسالة الموجهة بين أن لا نخيف الأطفال من ذويهم وأقاربهم وفي الوقت نفسه نحذرهم حتى نحميهم .
أما الطفل الموهوب" علي البيلي" والذي قدم دور يوسف في العمل، وهو الطفل الذي يتم ايذائه من صديق والده، فقد قدم الدور بموهبة تفوق سنه بكثير و أثنى عليه الجميع وقد رافقته في التحضيرات المتخصصة للدور سارة عزيز لتعده نفسيا له وتوصل له من المفاهيم ما يناسب سنه كونه طفل في الحادية عشر من عمره وقال علي : المخرج كريم الشناوي حدثني عن هذا الدور و ذهبت للاستوديو ببعض المفاهيم و" ماكنتش جاهز قوي"، لكن بعد ما جلست معه وشرح لي أن هذا الدور سيساعد ناس كثير ، فرحت بالدور والجميع ساعدني خصوصا النجمة " أمينة خليل" التي كانت تلعب دور أمي البديلة التي تقوم بتربيتي وهي جميلة وطيبة وحنونة وشجعتني كثير أثناء التصوير و أصبحنا أصحاب .. وفي ختام الندوة قام الأب بطرس دانيال بتوزيع شهادات تقدير خاصة لجميع صناع وأبطال المسلسل، فيما أهدى درع المركز لهم تقديرا وعرفانا لرسالتهم السامية ، قدمت الحفل الإعلامية لميس سلامة التي قام المركز أيضا بتكريمها بإهداء درع المركز لها في هذه الأمسية الجميلة وسط فرحة جميع الحضور .