الجمعة 27 يونيو 2025

عرب وعالم

اتفاقية بين أستراليا وتوفالو لدعم السكان المتأثرين بتغير المناخ وتأمين فرص العمل

  • 26-6-2025 | 12:29

أستراليا

طباعة
  • دار الهلال

أعلنت أستراليا عام 2023 عن استعدادها لمنح اللجوء لسكان توفالو، وهو أرخبيل يقع في جنوب غرب المحيط الهادئ ويبلغ عدد سكانه نحو 11 ألف نسمة، حيث تغمر المياه مساحات واسعة من جزيرتيه المرجانيتين بسبب ارتفاع منسوب سطح البحر، الأمر الذي دفع واحدًا من كل ثلاثة من السكان إلى السعي للحصول على "تأشيرة مناخية".

وذكرت قناة فرانس 24 الإخبارية، اليوم /الخميس/، أن نحو ثلث سكان توفالو، والمهددين بتبعات تغيّر المناخ، تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات للعيش في أستراليا، وذلك بموجب معاهدة تم توقيعها عام 2024. وتتيح هذه التأشيرات فرص عمل مؤقتة ضمن إطار "برنامج مشاركة المحيط الهادئ" (PALM) الذي أطلقته الحكومة الأسترالية.

وأضافت القناة أن أكثر من 3000 مواطن من توفالو سجلوا في المرحلة الأولى من البرنامج، الذي يوفر 280 تأشيرة سنويًا، أي ما يعادل قرابة ثلث سكان الأرخبيل الذي يضم نحو 10 آلاف نسمة.

وتمنح أستراليا، بموجب معاهدة ثنائية تعرف باسم "اتحاد فاليبيلي" وقّعت العام الماضي، عددًا سنويًا من التأشيرات لمواطني توفالو المهددين بارتفاع منسوب مياه البحر. ووصفت وزارة الخارجية والتجارة الأسترالية هذه المعاهدة بأنها "الأولى من نوعها عالميًا"، إذ تتيح لسكان توفالو "التنقل بكرامة في ظل تفاقم أزمة المناخ".

وأشار المتحدث باسم الوزارة إلى أن أستراليا تدرك "الآثار المدمّرة لتغير المناخ على سبل العيش والأمن والرفاهية، خصوصًا في منطقة المحيط الهادئ".

وفي إطار المعاهدة، خصصت أستراليا فئة جديدة من التأشيرات لمواطني توفالو البالغين. ووفقًا لبيانات رسمية من البرنامج، فقد سجل 3125 مواطنًا توفالويا في السحب خلال الأيام الأربعة الأولى من انطلاقه الأسبوع الماضي. ويبلغ عدد سكان توفالو 10,643 نسمة وفقًا لتعداد عام 2022. وتبلغ رسوم التسجيل في البرنامج 25 دولارًا أستراليًا (أي أقل بقليل من 14 يورو)، ومن المقرر أن يُغلق باب السحب في 18 يوليو المقبل.

من جهتهم، يحذر العلماء من أن أرخبيل توفالو قد يصبح غير صالح للسكن خلال 80 عامًا، إذ اختفت اثنتان من جُزره المرجانية التسع إلى حد كبير تحت الماء.

في السياق ذاته، أوضح جون كونيل، أستاذ الجغرافيا في جامعة سيدني، أن كثيرًا من المهاجرين المحتملين يأملون في العثور على فرص عمل وتعليم ورعاية صحية أفضل في أستراليا، لكنه حذر من أن "الهجرة طويلة الأمد للعمالة الماهرة قد تهدد مستقبل توفالو"، مشيرًا إلى محدودية فرص الزراعة وصيد الأسماك في الأرخبيل.

كما نصّ "اتحاد فاليبيلي" على التزام أستراليا بدعم توفالو في مواجهة الكوارث الطبيعية والأوبئة الصحية أو أي تهديد عسكري محتمل.

وكان رئيس وزراء توفالو، فيليتي تيو، قد أعرب عن امتنانه لهذا التعاون، مشيرًا إلى أنها "المرة الأولى التي تلتزم فيها دولة قانونًا بتقديم المساعدة لتوفالو عند الطلب".

وفي المقابل، تمنح المعاهدة لأستراليا حق الإشراف على أي اتفاقيات دفاعية قد تبرمها توفالو مع دول أخرى، وهو ما أثار بعض المخاوف، خاصة مع ما تعتبره كانبيرا مساعٍ للحد من النفوذ الصيني في المنطقة.

يُذكر أن رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، كان قد أعلن العام الماضي أن بلاده تسعى إلى بناء "منطقة سلمية، مستقرة، مزدهرة وموحدة".

وتجدر الإشارة إلى أن اتحاد فاليبيلي هو اتفاق ثنائي تم توقيعه بين أستراليا وتوفالو في 9 نوفمبر 2023، ويهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات المناخ، والهجرة، والأمن، في مواجهة التحديات البيئية والجيواستراتيجية في المنطقة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة