أثارت دراسة حديثة ضجّة عالمية، بعدما أعلن فريق من الفيزيائيين في إنجلترا عن اكتشاف مذهل يقلب مفاهيمنا الراسخة عن الزمن رأسًا على عقب.
ولفت العلماء إلى وجود "سهمين متعاكسين للزمن" داخل الأنظمة الكمومية المفتوحة، في ظاهرة لم تكن تخطر على بال حتى أكثر العقول جرأة في الفيزياء النظرية.
يرمز مفهوم سهم الزمن إلى اتجاه تدفق الزمن، وهو ما ظل لغزًا يؤرق العلماء والفلاسفة على حد سواء، ففي حين أن قوانين الفيزياء الكلاسيكية لا تميز بين الأمام والخلف في الزمن، فإن واقعنا اليومي يخبرنا بعكس ذلك.
لكن فريق البحث البريطاني، وبعد عامين من التجارب والنماذج الرياضية، توصّل إلى نتيجة مذهلة: في الأنظمة الكمومية المفتوحة -أي تلك التي تتفاعل مع بيئتها- يمكن أن يظهر سهمان للزمن، يسيران في اتجاهين متعاكسين، دون أن يتناقضا مع قوانين الديناميكا الحرارية.
في هذه الأنظمة، حيث لا يكون النظام معزولًا بل يتبادل الطاقة والمعلومات مع محيطه، يصبح الزمن أكثر مرونة. فالطاقة التي تتبدد (أو ما يُعرف بالإنتروبيا) تُستخدم كمؤشر على اتجاه الزمن. لكن المفاجأة كانت أن هذه الأنظمة تسمح بوجود مسارين زمنيين متعاكسين، كلاهما ممكن رياضيًا.
تقول المعادلات إن الزمن قد يسير إلى الأمام... أو إلى الخلف. وكأننا أمام طريقين متوازيين، لا نعرف أيهما تسلكه الطبيعة فعلًا.
هذا الاكتشاف لا يغيّر فقط فهمنا للزمن، بل يفتح أبوابًا جديدة في مجالات الديناميكا الحرارية، والفيزياء الكونية، وحتى في تفسير نشأة الكون. فحتى مع وجود سهمين للزمن، تظل الإنتروبيا تتزايد، مما يعني أن "الفوضى" تظل تتصاعد بغض النظر عن اتجاه الزمن.