افتُتحت مساء أمس، الثلاثاء الأول من يوليو فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الأراجوز المصري والذي يقام تحت شعار اقتصاديات التراث، الذي يستضيفه بيت السناري، التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، بحي السيدة زينب في القاهرة.
شهد الافتتاح إقبالًا جماهيريًا كبيرًا من المهتمين بالتراث والفنون الشعبية، وعدد من الأكاديميين والفنانين والإعلاميين.
وبدأ المهرجان بعرض تمثيلي غنائي احتفى بروح فن الأراجوز ومكانته في الوجدان الشعبي، تلاه افتتاح رسمي للمهرجان الذي يُعد أحد أبرز المبادرات الثقافية الهادفة إلى إعادة إحياء الفنون الشعبية وتحفيز الوعي العام بأهميتها.
أعقب الافتتاح ندوة فكرية بعنوان “اقتصاديات التراث”، شارك فيها نخبة من الباحثين والخبراء والفنانين، وناقشت سبل تحويل التراث الشعبي من موروث ثقافي هامشي إلى مورد اقتصادي فاعل يساهم في التنمية المستدامة.
وقدمت "ومضة" العرض المسرحي “التمساح”، من تأليف وإخراج الدكتور نبيل بهجت، وبطولة الفنانين علي أبوزيد سليمان، محمود سيد حنفي، صابر شيكو (كبير لاعبي الأراجوز المعاصرين)، ومصطفى الصباغ الذي شارك أيضًا في تأليف وتلحين أغنية الافتتاح. ويُعد هذا العرض مستوحًى من يابه شعبية قديمة تحمل الاسم نفسه، أُعيد تقديمها برؤية درامية معاصرة تتناول قضايا التعاون، والوفاء، ومساعدة الآخرين دون انتظار مقابل، ورفض الطمع، في قالب فني بسيط يعكس عمقًا إنسانيًا واجتماعيًا، مع الحفاظ على روح الفكاهة والأسلوب التفاعلي المرتبط بفن الأراجوز.
وشهد الختام عرضًا تراثيًا لفن الأراجوز، قدّم فيه الفنان الشعبي مجموعة من الفقرات المرتجلة، واستدعى عددًا من الأغاني الشائعة لجذب تفاعل الجمهور، الذي استجاب بحفاوة بالغة، في مشهد استعاد أجواء الفرجة الشعبية الأصيلة التي طالما جمعت الناس حول البهجة والحكمة في آن واحد.
اختُتمت الليلة الأولى من المهرجان وسط أجواء من الفرح والتفاعل الحي، حيث عبّر الحضور عن إعجابهم بمستوى العروض وعمق الطروحات الفكرية التي قُدمت في الندوة. وتجلّى ذلك في تصفيق حار، وابتسامات باسمة، وعبارات ثناء على الجهد المبذول في استعادة مكانة فن الأراجوز، وتقديمه كأداة فعالة للتعليم والتثقيف والمتعة معًا. ليلة أكدت مجددًا أن التراث، إذا ما أُحسن توظيفه، لا يُحفظ في المتاحف فقط، بل يُعيد صياغة الحاضر، ويشارك في بناء المستقبل.

