رأت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن المقطع الفيديو الذي نشرته حركة حماس أمس الخميس لما قالت إنها محاولة اختطاف جندي احتياط إسرائيلي، تكشف عن ثغرات أمنية خطيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال عملياته في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التسجيل المرتبط بمقتل الرقيب أول أفرهام أزولاي، يُظهر تسلُّل عناصر حماس بين القوات الإسرائيلية في وضح النهار، دون أن يتم رصدهم، في مشهد يطرح تساؤلات عميقة حول جاهزية القوات الإسرائيلية في الميدان.
ورغم أن الفيديو لا يتضمّن لحظة الاختطاف ذاتها، إلا أنه يبرز مدى سهولة تحرّك المسلحين وسط ركام المباني التي كانت القوات الإسرائيلية تعمل على هدمها. ويظهر المسلحون وهم يحملون أسلحة وكاميرات، ويقتربون من الآليات العسكرية الإسرائيلية، مستغلين الانكشاف الكبير للجنود والمعدات.
ويُظهر المقطع أزولاي وهو يترجل من آلية هندسية مدنية، بعد أن تعرّض لإطلاق نار من مسافة مئات الأمتار. وتشير التقديرات إلى أنه أصيب بجروح خطيرة، قبل أن يُهاجم من قِبل مسلحي حماس الذين استولوا على سلاحه الشخصي وأطلقوا عليه النار.
وأظهرت نتيجة التحقيقات الأولية للجيش الإسرائيلي أن مسلحي حماس استغلوا الأنقاض والتضاريس الناتجة عن الهدم للتقدم خلسة نحو القوات، وأطلقوا قذائف مضادة للدروع من مسافات قصيرة، قبل أن ينسحبوا عبر شبكة أنفاق لم تكن معروفة.
وتُعد هذه الحادثة تكرارًا لمشاهد سابقة قُتل فيها جنود إسرائيليون بسبب ثغرات في الحماية والجاهزية، بما في ذلك ترك أبواب المركبات مفتوحة، واستخدام آليات غير مصفحة في مناطق قتال فعّالة.
وتُسلّط الحادثة الضوء على اعتماد الجيش الإسرائيلي المتزايد على معدات هندسية مدنية غير مصفحة، نتيجة استنزاف الجرافات العسكرية منذ هجوم 7 أكتوبر. وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن هذا التوجه زاد من تعرّض الجنود لمخاطر ميدانية، خاصة في مناطق كالتي تُعرف بمحور نتساريم وممر موراغ قرب الحدود.
وفي تطوّر لافت، تسلّم الجيش الإسرائيلي مؤخرًا شحنة من جرافات D-9 المدرعة من الولايات المتحدة، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى تدريع وتحديث قبل أن تصبح صالحة للاستخدام الميداني، وهو ما قد يستغرق عدة أسابيع.