الأربعاء 23 يوليو 2025

تحقيقات

الأولى في «رياضيات الدمج» بالثانوية العامة.. سعيدة بالنجاح وحلمي دراسة الموسيقى

  • 23-7-2025 | 01:20

الطالبة ياسمين ووالدها

طباعة
  • أماني محمد

حالة مختلفة من النجاح والتفوق، حققتها الطالبة ياسمين وليد فاروق الطالبة الأولى في شعبة الرياضيات - الدمج التعليمي بالثانوية العامة 2025، في مفاجئة سعيدة لها ولأسرتها، تتويجا لرحلة مختلفة من التعلم، بعد تشخيصها بإصابتها بالتوحد واضطراب عسر القراءة الديسلكسيا "dyslexia "، كانت فيها أسرتها هي البطل والداعم لها، وساعدها نظام الدمج التعليمي على تحقيق هذا التفوق.

وتؤكد الطالبة ياسمين، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنها شعرت بسعادة كبيرة مع هذا النجاح، وأن حلمها أن تدرس الموسيقى.

وتقول السيدة مروة عياد، والدة الطالبة ياسمين، عن سعادتها بهذا النجاح والتفوق: "مهما تحدثت، لن أستطيع وصف ما نشعر به الآن. كانت مفاجأة كبيرة جدًا بالنسبة لنا، رغم أنني كنت أتوقع أن تحقّق ياسمين مجموعًا مرتفعًا، لكن لم أتخيّل أن تكون الأولى على مستوى الجمهورية. على قدر التعب جاء الفرح، ونحن في سعادة لا تُوصف."

وتتابع الأم حديثها لبوابة "دار الهلال"، قائلة إن "ياسمين طالبة دمج، مصابة بالتوحّد، والديسلكسيا، حيث لا تستطيع القراءة أو الكتابة باللغة العربية، لكنها تقرأ وتكتب باللغة الإنجليزية فقط، فهي تعتمد على الصور في التواصل، وتعاني من صعوبات في التعبير اللفظي، فلا تستطيع شرح شعورها بالكلمات."

وتضيف: "كانت دائمًا تذاكر بمفردها، وتواجه التحديات وحدها. رحلة التعليم بالنسبة لنا لم تكن سهلة، خصوصًا للأسر التي لديها أطفال من فئة الدمج، وكنا طوال الوقت نتساءل: هل ستحصل ياسمين على أبسط حقوقها في التعلم؟ هل سيكون لها مستقبل؟".

وتوضح أنها فور تلقيها خبر نجاحها كواحدة من أوائل الثانوية العامة، شعرت وكأنها وصلت إلى إنجاز حقيقي بعد رحلة مستمرة لسنوات، فتقول "شعرت أنني كنت أجري لسنوات، والآن وصلت، البيت كله كان يعيش هذا التحدي، إخوتها ووالدها كانوا على وعي بوضعها، وساعدونا كثيرًا، والفضل الكبير بعد الله يعود إلى مدرستها والدعم الذي تلقته بها في قسم صعوبات التعلم، واختيار أفضل المدرسين بعناية لاجتياز هذه المرحلة".

وتؤكد أنهم في البيت، كانوا يحاولون التعامل مع الثانوية العامة بشكل طبيعي، فلم يرونها ككابوس، موضحة: "كنت أقول لها: هي سنة مثل أي سنة، لكنها سنة مهمة، لم نحرمها من استخدام مواقع التواصل أو من اللعب، بل كنا نذاكر بانتظام وهدوء."

 

وعن بداية اكتشاف الحالة، تقول مروة: "بدأنا نلاحظ الأعراض لاختلافها عندما كانت ياسمين في عمر السنتين، وبدأنا رحلة طويلة من المراكز والعلاج حتى وصلت لعمر العاشرة، قبل الصف الرابع الابتدائي، لم يكن هناك نظام دمج، وكانت السنوات الأولى صعبة للغاية، حيث لم يكن أحد يتفهّم احتياجاتها."

وتتابع: "عندما صدر قرار الدمج، بدأنا نشعر بالتحسن، وأصبح هناك مراعاة للاختلافات الفردية، وبدأت الامتحانات تُراعى احتياجات طلاب الدمج من حيث طريقة الأسئلة والوقت الإضافي، وبدأت الوزارة تُفعّل سياسات داعمة، والحمد لله أننا استمررنا ولم نيأس."

أما عن مستقبل ياسمين، فتقول الأم: "ياسمين لا تحب الرياضيات أو الهندسة ولن تلتحق بكلية الهندسة، هي تعشق الموسيقى، وحلمها أن تدرس الموسيقى في الجامعة، وأنا كأم، يهمّني أن تدرس ما تحبه، لأن الإنسان يتفوّق في المجال الذي يحبه ويبدع فيه."

وفي ختام الحديث، تقول الأم: "كل ما أريده هو أن تعتمد على نفسها وتكون قوية. هذا هو أهم إنجاز في نظري. الحمد لله، على كل خطوة في هذا الطريق الصعب."

أخبار الساعة

الاكثر قراءة