الأربعاء 6 اغسطس 2025

عرب وعالم

فيتنام تسعى لتصبح لاعبا أساسيا في صناعة أشباه الموصلات

  • 5-8-2025 | 12:11

أشباه الموصلات

طباعة
  • دار الهلال

تنفذ فيتنام خطة طموحة للتوسع في تصنيع التكنولوجيا الفائقة ورقائق أشباه الموصلات، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي، وبيئة استثمارية مرنة، وتزايد اهتمام كبرى الشركات العالمية بتنويع مصادر الإنتاج بعيدا عن عن الاقتصادات التقليدية.

وتأتي هذه الجهود كجزء من رؤية وطنية أوسع تهدف إلى تحويل فيتنام إلى لاعب متكامل في صناعة أشباه الموصلات، يشمل التصميم، والتصنيع، والتطوير المحلي للمهارات والتقنيات كما تعكس إدراكا عميقا لأهمية هذه الصناعة في دعم السيادة التكنولوجية والنمو الاقتصادي المستدام على المدى الطويل.

ومع تصاعد التوترات التجارية سعت العديد من الشركات العالمية إلى تنويع مصادر الإنتاج وتقليل الاعتماد على مناطق معينة، ما جعل فيتنام وجهة جاذبة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

في هذا الصدد أكد رئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه، وفق ما نقلت صحيفة "فيتنام نيوز" ضرورة تسريع الجهود لتصنيع الرقائق الإلكترونية محليا بحلول عام 2027، مشددا على أهمية تطوير قدرات محلية مستقلة في هذا القطاع الحيوي.

جاء ذلك خلال الاجتماع الثاني للجنة التوجيهية الوطنية لتطوير صناعة أشباه الموصلات (اللجنة التوجيهية)، حيث أكد رئيس الوزراء الفيتنامي أنه في إطار تطوير صناعة أشباه الموصلات، "يجب أن تكون المسيرة سريعة وجريئة وطويلة الأمد".

وشدد على أن رقائق أشباه الموصلات ستلعب دورا محوريا في الثورة الصناعية الرابعة، لا سيما في دعم قواعد البيانات والذكاء الاصطناعي، مؤكدا على جهود الدولة التي ساهمت في خلق محركات نمو جديدة للاقتصاد، وتحقيق إنجازات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحول الرقمي الوطني.

وأشار إلى العديد من التحديات، بما في ذلك متطلبات الاستثمار الرأسمالي، وتطوير المؤسسات والبنية التحتية، ونقل التكنولوجيا، وتدريب الموارد البشرية، والتنسيق والترابط في تطوير صناعة أشباه الموصلات، مشددا على أن تطوير أشباه الموصلات سيكون توجها حيويا ومهمة أساسية في المرحلة المقبلة، مضيفا" هي مهمة لا بد من إنجازها بعزيمة وإصرار وتتطلب دعما من الأفراد ومجتمع الأعمال والمستثمرين والشركاء الدوليين.

وتشير الصحيفة، تتضمن الاستراتيجية الحكومية في هذا الصدد تطوير صناعة أشباه الموصلات في فيتنام حتى عام 2030، مع رؤية حتى عام 2050، وتم تخصيص 38 مشروعا ومهمة لعشر وزارات و تم إنجاز 10 منها في الموعد المحدد، ويجري العمل على 24 منها.

وتتضمن أيضا تطوير البنية الأساسية توسيع مرافق إنتاج الرقائق المملوكة لفيتناميين وبناء مختبرات غرف نظيفة ذات معايير دولية في المدن الكبرى.

كما تشمل المشاريع الرئيسية الجارية مبادرات لتطوير الرقائق المتخصصة، وصناعة الإلكترونيات، وجذب الكفاءات، والاستثمار الأجنبي في أشباه الموصلات.

وتضيف الصحيفة، حتى الآن، استقطبت فيتنام 170 مشروعا للاستثمار الأجنبي المباشر في صناعات أشباه الموصلات والتكنولوجيا المتقدمة، برأس مال مسجل يقارب 11.6 مليار دولار أمريكي كما تشارك ما يقرب من 50 شركة أجنبية وأكثر من 10 شركات فيتنامية في تصميم الرقائق.

ووفقا لتقرير الصحيفة الفيتنامية، هناك 14 شركة أجنبية وشركة محلية واحدة تعمل في مجال التعبئة والتغليف والاختبار، و15 شركة أجنبية تعمل في الصناعات الداعمة في جميع أنحاء البلاد.

كما تم تكليف وزارة المالية الفيتنامية بتسريع تنفيذ خطط تنمية الموارد البشرية وتعزيز جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، لا سيما للمشاريع المتقدمة والنظيفة وعالية التقنية ذات الروابط العالمية القوية.

وتم اختيار فيتنام كواحدة من حوالي 10 دول للشراكة مع التحالف العالمي لأشباه الموصلات في استضافة أكبر سلسلة من فعاليات أشباه الموصلات في العالم.

وتتمتع فيتنام بمزايا تنافسية متعددة، من بينها اليد العاملة الماهرة بتكاليف منخفضة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي في قلب جنوب شرق آسيا، بالإضافة إلى التزام حكومي قوي بدعم الابتكار والتقنية من خلال الحوافز والسياسات المشجعة. وقد بدأت شركات كبرى مثل "سامسونج"، و"إنتل"، و"أبل" في تعزيز وجودها في البلاد، إما عبر التوسع في خطوط الإنتاج أو إنشاء مراكز هندسية متقدمة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة