الأربعاء 26 يونيو 2024

وداعاً عام ٢٠١٧

31-12-2017 | 14:18

بقلم - سناء السعيد



ونحن نستعد لاستقبال عام جديد، فإن الآمال تتطلع إلى أن ينعم الشرق الأوسط بالاستقرار ويتم استئصال شأفة الإرهاب كلية كداعش وغيره من منظمات الإرهاب الظلامى التى حولت المنطقة إلى ساحات للإبادةوالقتل على الهوية.. نأمل أن يكون العام الجديد عام نجاح ونماء على مختلف الأصعدة بحيث يكون عاما جديدا واجهة ومحتوى وبحيث يكون أفضل من عام ٢٠١٧ الذى نودعه، الذى شهد أحداثا متنوعة ومتسارعة ما بين ثورات ممتدة وانتفاضات وصراعات وعمليات إرهابية ممنهجة وتطورات لافتة




كان من بينها مقتل على عبدالله صالح فى الرابع من ديسمبر الجارى على يد الحوثيين، بعد أن انقلب عليهم، وكان من بينها تقديم سعد الحريرى لاستقالته فى الرابع من نوفمبر الماضى من الرياض، ثم رجوعه عن الاستقالة عندما وصل إلى لبنان، وهناك زيارة ترامب للسعودية فى ٢٠ مايو الماضى كأول محطة فى جولته الأولى التى استمرت ثمانية أيام وشملت إسرائيل والفاتيكان.



فى الخامس من يونيه الماضى قطعت السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر العلاقات مع قطرعلى خلفية دعمها للإرهاب. وفى العاشر من يوليو أعلن حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى النصر على تنظيم داعش فى الموصل وانتهاء دولة الخرافة والإرهاب الداعشى. فى الثالث من سبتمبر أعلنت كوريا الجنوبية أن جارتها الشمالية أجرت تجربة نووية هى الخامسة من نوعها والأقوى حتى الآن، فى ٢٥ سبتمبر جرى استفتاء كردستان لتقرير المصير؛ حيث صوتت الأغلبية لصالح الاستقلال عن بغداد وهى خطوة لم تحظَ بترحيب المجتمع الدولى وباءت بالفشل.



إنه عام ٢٠١٧ الذى شهد العديد من الأحداث المهمة فى العالم لعل أبرزها، تنصيب ترامب رئيسا لأمريكا، وتسلمه مهامه رسميا فى العشرين من يناير الماضى، لم تسلم سوريا من شيطنة أمريكا، ففى السابع من أبريل أطلقت أمريكا ٥٩ صاروخا من نوع “توما هوك” باتجاه قاعدة عسكرية تقع فى منطقة الشعيرات بمحافظة حمص. وفى السابع من مايو فاز ماكرون ــ ٣٩ عاما ــ فى الانتخابات الفرنسية ليصبح أصغر رئيس فى تاريخ البلاد. كان لافتا ظهور الأمير محمد بن سلمان ليحتل مركز الصدارة فى العام الحالي، ولا أدل على ذلك من فوزه بتصويت قراء مجلة “التايم الأمريكية” وانتخابه رجل العام. وجاء هذا بعد أن أصدر الملك سلمان فى الحادى والعشرين من يونيه أمرا ملكيا بتعيينه وليا للعهد بدلا من محمد بن نايف، وما تبع ذلك من مجموعة قرارات اتخذها الأمير الشاب.



العام الحالى سلط الأضواء على اليمن والكارثة التى حلت به منذ تشكيل عاصفة الحزم فى ٢٦ مارس ٢٠١٥ ، وما أدت إليه الحرب مع الحوثيين من إبادة جماعية عبر فرض حصار ضارٍ وانتشار وباء الكوليرا الذى أطاح بنحو المليون يمنى، هذا بالإضافة إلى تحذيرات الأمم المتحدة من أن اليمن أصبح على حافة واحدة من أكبر المجاعات فى العصر الحديث، وما خلفته الحرب من آثار إنسانية قاتلة على الوضع فى الدولة. أما القدس فلقد طفت على ساحة الأحداث بعد قرار ترامب الذى اتخذه فى السادس من ديسمبر الجارى، وهو قرار غريب اعترف من خلاله بالقدس عاصمة لإسرائيل، منتهكا بذلك قرارات الشرعية الدولية. بل وبدت أمريكا بفعلته شريكة لإسرائيل فى الاحتلال.



انقلب السحر على الساحر عندما هزمت أمريكا مرتين أمام الأمم المتحدة، الأولى فى ١٨ ديسمبر الجارى فى تصويت مجلس الأمن بالأغلبية على مشروع قرار مصرى يتعلق بوضعية مدينة القدس ويدعو إلى عدم اتخاذ أية إجراءات أحادية ضد الشرعية حيث دعمته الـ١٤ دولة الأعضاء فى مجلس الأمن، بينما استخدمت أمريكا الفيتو لعدم تمريره، فلقد آثرت الوقوف منفردة أمام مجموع دول العالم ككل فى محاولة منها لفرض الأمر الواقع الذى تريده هى وإسرائيل، الذى يعنى أن احتلال القدس الشرقية لا يخالف القانون الدولى!!.أما الهزيمة الثانية فجاءت فى الحادى والعشرين من ديسمبر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما صوتت ١٢٨ دولة على مشروع قرار يدين اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، فرغم كل التهديدات والضغوط التى مارستها أمريكا، أكدت الأغلبية أن القضية الفلسطينية قضية مقدسية.



تداعيات قرار ترامب أوقع أمريكا فى المحظور.. أساء إلى صورتها فى العالم وساهم فى المزيد من عزلتها على الصعيد الدولى، وسحب من تحتها رعاية عملية السلام والسبب انحيازها الكامل لإسرائيل. التصويت فى المرحلتين كان بمثابة صفعة لترامب وتوبيخ شديد اللهجة، ليس لترامب وحده بل ولحملة التهديدات التى قادتها أمريكا من أجل السيطرة على أصوات الدول بالجمعية العامة. كل ما عكسه ترامب من خلال مواقفه المخجلة هو ولع أمريكا بإسرائيل باعتبارها شريكا وحليفا ورفيقا لها فى الشرق الأوسط، إنها قمة البلطجة السياسية التى تبناها ترامب، التى تناغم من خلالها مع معبودته إسرائيل. ولمَ لا، وقد بات صهيونيا أكثر من الصهاينة أنفسهم.

    الاكثر قراءة