شدد أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني، وتانيا فايون نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية السلوفينية، على أهمية تعميق تنسيق الجهود من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري، وفتح أفق حقيقي لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أساس حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل.
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها الصفدي مع فايون اليوم، حيث أكد الجانبان استمرار البلدين في عملهما من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون في مختلف المجالات.
وثمن الصفدي مواقف سلوفينيا الثابتة في إدانة العدوان على غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في دولته وحريته والتي شملت الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنع تصدير السلاح إلى إسرائيل وفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين.
من ناحية أخرى، تابع الصفدي بحث العلاقات الثنائية، والأوضاع الإقليمية مع نظراء مشاركين في منتدى بليد الاستراتيجي العشرين، حيث التقى اليوم وزير الشئون الخارجية والأوروبية في جمهورية سلوفاكيا يوراي بلانار، ووزير الخارجية في البوسنة والهرسك إلمدين كوناكوفيتش، ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولجاريك.
وأكد الصفدي في ندوة حول القانون الدولي والنظام متعدد الأطراف، أن إسرائيل دمرت مصداقية القانون الدولي في غزة تماما، كما دمرت الحياة في القطاع .. وقال إن القانون الدولي انهار في غزة حيث ترتكب إسرائيل المجازر وتستخدم التجويع سلاحا وتقتل الفلسطينيين وسط عجز دولي عن تطبيق القانون الدولي الذي يُجرِّم جرائم الحرب هذه.
وأضاف "لقد سحق العمل المتعدد الأطراف كما سحقت الحياة في غزة خلال العامين الماضيين"، وتابع "لقد اعتاد نظامنا الدولي قتل الأبرياء وتجويعهم، إلى حدّ أن قتل ما يقارب 150 إنسانا خلال 24 ساعة لا يحدث ردة فعل".
وقال "حين يؤخذ 2.3 مليون إنسان رهائن، ويتركون لمواجهة الموت جوعا، ويعجز العالم عن فعل شيء، فذلك يعبّر بوضوح عن خللٍ جسيم في نظامنا الدولي وفي منظومة العمل المتعدد الأطراف".
وحذر الصفدي من أن لا فاعلية للعمل المتعدد الأطراف من دون قانون دولي ومن دون قواعد، وعندما تطبق هذه القواعد بانتقائية، يفقد النظام المتعدد الأطراف مصداقيته ويفقد قدرته على القيام بدوره.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية مستمرة في عدوانها على غزة وتدميرها فرص السلام لأنها لم تواجه موقفا دوليا يردعها، ولأن المجتمع الدولي لم يستخدم الأدوات التي يتيحها القانون الدولي لمواجهة عدوانها على الشعب الفلسطيني وحقوقه، وخروقاتها للقانون الدولي.
وقال الصفدي "إن عجز المجتمع الدولي عن منع المجاعة التي أوجدتها إسرائيل في غزة وعن إنهائها مؤشرٌ خطير على أن إنسانيتنا المشتركة في أزمة" ، وأضاف " ما يقوم به الأردن هو ما يعمل عليه منذ عقود وهو العمل من أجل تحقيق سلام عادل ودائم، يوفر الأمن والاستقرار والطمأنينة لجميع شعوب المنطقة".
وحذر الصفدي من أن لا شريك للسلام في الحكومة الإسرائيلية، وأن السابقة التي يسمح بها العالم بأن تكون إسرائيل فوق القانون الدولي وعدم مواجهة خروقاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية المشتركة يحمل تبعات خطيرة للعالم كله.
شارك في الندوة أيضا نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فايون، ووزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، ووزير الشئون الخارجية والأوروبية في جمهورية سلوفاكيا يوراي بلانار، ووزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غلاغير.